كتبت نجوى نصر الدين يمكن تشبيه العلاقات الإنسانية بتفاعلات الذرات والمركبات الكيميائية وذلك إذا نظرنا إلى المرأة كرابط كيميائي يشبه ذرة الهيدروجين (H)، نجد أن العلاقة بينها وبين الرجل تشبه التفاعل بين الهيدروجين وذرة الكربون (C).
ذرة الهيدروجين لا تستطيع الارتباط إلا بذرة كربون واحدة في نفس الوقت، فهي تميل إلى الارتباط بعنصر واحد فقط، مما يعكس بعض جوانب العلاقات الفردية والمشاعر التي قد تكون مركزة ومحدودة.
أما ذرة الكربون فهي أكثر مرونة في تفاعلاتها، حيث تستطيع الارتباط بعدد من الذرات المختلفة، مثل الهيدروجين حتى أربع ذرات في وقت واحد هذه القدرة على تكوين روابط متعددة تمثل كيفية قدرة الشخص (كالرجل) على التفاعل مع عدة عناصر في الحياة، سواء في العلاقات أو المسؤوليات أو الاهتمامات.
لكن، إذا وصلت ذرة الكربون إلى أقصى درجة من التفاعل من خلال ارتباطها بأربع ذرات هيدروجين، يحدث ما يسمى المركب العضوي “الميثان” (CH4) وهو غاز قابل للاشتعال مما يرمز إلى فكرة أن العلاقات قد تصبح مشتعلة، وتحتاج إلى توازن دقيق بين الأطراف لتجنب التفاعلات التي قد تؤدي إلى انفجار عاطفي أو اجتماعي.
أما عن تعدد الزوجات من زاوية كيميائية:
يمكن طرح فكرة أن كثرة الارتباطات أو العلاقات قد تؤدي إلى مركبات معقدة قد تصبح صعبة السيطرة عليها، وهذا يشبه تفاعل العناصر في الطبيعة، حيث يزداد التفاعل والنشاط الكيميائي كلما زاد عدد الروابط بين الذرات. ولكن في النهاية فإن التوازن في هذه العلاقات هو ما يحدد استقرار المركب أو انهياره. وبالنسبة للحب والعلاقات الإنسانية يمكن مقارنتها بشكل معقد بالتفاعلات الكيميائية، حيث تتطلب توازنًا بين القوة والمرونة والتفاعل. مثلما هو الحال مع ذرات الهيدروجين والكربون، فإن العلاقات تحتاج إلى الاعتدال والتناغم لكي تستمر بشكل صحي وآمن بعيدًا عن الانفجارات العاطفية التي قد تترتب على التفاعلات غير المتوازن تحياتي نجوى نصر الدين