قنا / ممدوح السنبسي
نظم مركز إعلام قنا ندوة بعنوان “الشائعات.. سموم رقمية تهدد الاستقرار وتدمر الأوطان”، ضمن فعاليات الحملة الإعلامية “اتحقق قبل ما تصدق” التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات. تهدف الحملة إلى التوعية بمخاطر الشائعات وأثرها السلبي على المجتمع، تحت قيادة الدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وبإشراف الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.
أُقيمت الندوة في قاعة مجمع إعلام قنا، بحضور يوسف رجب، مدير مجمع إعلام قنا، وأدارتها سهير السيد عبدالرازق، مسؤول البرامج بالمركز. حاضر في الندوة الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي، الذي تناول موضوع الشائعات باعتبارها أداة خطيرة تستخدمها بعض الدول والجهات المعادية لزعزعة استقرار المجتمعات وتفكيك بنيتها الاجتماعية.
استعرض الدكتور علي الدين القصبي، مفهوم الشائعات، موضحًا أنها أخبار أو معلومات غير مؤكدة تنتشر بسرعة بين الأفراد، وغالبًا ما تُروَّج بهدف إثارة الفتن أو تحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية. وأشار إلى أن الشائعات تُعد أحد أساليب الحروب النفسية الناعمة التي تستهدف المجتمعات من الداخل، مؤكدًا أنها جريمة تمس الأمن القومي وتسعى إلى نشر الفوضى وزرع الكراهية.
أوضح الدكتور علي الدين القصبي، أن الشائعات قد تخدم أهدافًا متعددة، منها النفسية والمعنوية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى العسكرية، مؤكدًا أن جميع هذه الأهداف تصب في نهاية المطاف في زعزعة استقرار المجتمعات وعرقلة مسيرة التنمية. وبيّن أن الشائعات تُصنع عادة من خلال اختلاق أخبار زائفة بالكامل، أو تضخيم عناصر حقيقية صغيرة، أو المبالغة في نقل أحداث معينة لإثارة الفضول وجذب الانتباه.
أكد “القصبي” على أهمية التماسك المجتمعي في مواجهة خطر الشائعات، مشددًا على ضرورة التحقق من مصدر المعلومات قبل نشرها أو تداولها، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت البيئة الأكثر شيوعًا لانتشار الشائعات. ودعا إلى التعامل المسؤول مع هذه المنصات واستخدامها كوسيلة لنشر الوعي وليس التضليل.
أشاد الدكتور علي الدين القصبي، بالدور الكبير الذي تلعبه الهيئة العامة للاستعلامات وقطاع الإعلام الداخلي في رفع مستوى الوعي الجماهيري بمخاطر الشائعات وسبل مواجهتها. وأكد أن هذه الجهود تأتي في وقت حساس تمر فيه المنطقة العربية بصراعات ونزاعات تؤثر على الأمن والاستقرار المصري داخليًا وخارجيًا.
اختُتمت فعاليات الندوة بمناقشة عدد من المقترحات التي قدمها الحضور، ومن أبرزها تفعيل القوانين لردع مروجي الشائعات، إنشاء خط ساخن لتلقي الاستفسارات والتأكد من صحة المعلومات، وتعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر القيم الأخلاقية التي تُسهم في الحد من تأثير الشائعات على المجتمع. كما تم التأكيد على ضرورة زيادة الوعي بتأثير الشائعات على الاقتصاد والأمن القومي، لضمان استقرار المجتمع وحماية مكتسباته.