أحياناً ..الغياب حضور والانسحاب شجاعة والضياع وصول والصمت فصاحة والعزلة لقاء والبطئ سرعة والسكون حركة والثبات تحليق والاستسلام إنتصار والتخلي إمتلاك… يمُر كل شىء كأنه لم يكن وتفقد الأشياء التى كانت تؤرقنا قدرتها على السهر وتذوب المعانى القديمة لتتضِح ملامح المعانى الجديدة فنضحك على ما كان يبكينا ويتسرّب من بين أصابعنا ما كنا نتشبث به كطوق نجاة ونكتشف طرقاً أخرى للوصول ومعانٍ أهم لأيامنا ويشتد عودنا وتكبر قلوبنا على آلامها ويصبح الشعور الخارق للعادة إعتياد ونلتقي أشخاص يجعلوننا نتخطى آخرين ونذهب إلى أماكن كنا أقسمنا أن لا نذهب إليها وننسى ما لم نتخيل أنه قابل للنسيان ونصبح شيئاً لم ننوِ أن نكونه ، خليط من المشاعر والذكريات الإنتصارات والهزائم التجارب والأوغاد والحماقات تتراكم شيئاً فشيئاً لتصنعنا ونكتشف مع الوقت بلاغة ما يقوله العمر عنا ، سوف يحلو بأعيننا ما وجدناه قبيحاً وتبهُت الأشياء التى كانت تبهرنا بلمعانِها ويبقى من الماضى اليسير ندوب تركت آثرها في قلوبنا كعلامات مضيئة على المشوار الذي قطعناه ..سوف نتحسّسها بوداعة ثم نمضى إلى حيث الغد..
رأيتُ الناسَ أشكالا.. وصار الفهم إِشْكالا فهذا يعشق الدنيا.. وآخر يعبدُ المالا وآخر طالبا جاها.. يظنّ الجاه لا زالا وثالثُ باعها الدنيا.. ولم يُلقِ لها بالا وقال لها إلى غيرى.. تَبِعْتُ الصّحبَ والآلا ألم تنصت لقول الله… أو تسمع لما قالا ففي القرآن علمنا… وزاد العلم أمثالا فذا قارون ذا مال.. له المفتاح أثقالا فإذ بالمال يقتله.. وعاش الخسف أهوالا فمن ذا كان ينصره.. إذا ما ماله زالا وذا فرعون ذا جاه.. فهل دامت له حالا بماء البحر أغرقه.. وللنيران قد آل فهذه الأرض يملكها.. إله للورى قال ألا من جاء بالحسنى. . فخير منها قد نالا ومن يعمل بسيئه… جزاءً مثل ما كالا
ها نحن ياالله نُفلت أيدينا من كلِّ تفاصيلُنا ضعفًا و أملًا و نُرخي أيدينا من الدُنيا وما عليها، فلكَ الأمرُ كله، ندعوك فلا نكفُّ عن الدعاء، نحنُ المحتاجون ونحنُ العدم وانتَ الوجود، إنا نستخيرك فى أمورنا كلها سلمنا أمرُنا إليك يا الله فبِكَ نكتفي فلا تُضِعنا.