كتبت نجوى نصر الدين بورما ومسلمى الروهينجا بورما دولة أسيوية تقع في جنوب شرق آسيا . يحيط بها من الشمال الشرقي الصين والشمال الغربي بنغلاديش والهند ومن الجنوب خليج البنغال والمحيط الهندي ومن الجنوب الشرقي شبه جزيرة ملايو ويبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة معظمهم من البوذيين .. ويمثل المسلمين فيها من 10 إلى 15% أى من 7 الى 10 مليون معظمهم يتركزون في إقليم (أراكان )شمال غرب بورما وعلى الحدود مع بنجلاذيش وترجع قصة بورما إلي ماقبل عام 1784 حيث كان اقليم أراكان المسلم منعزلا عن بورما البوذية وكان الإسلام قد وصل إلى أراكان اول مرة على يد الصحابي الجليل (سعد بن أبي وقاص) وبعض التابعين في أحد الرحلات التجارية ثم انتشر فيه الإسلام بشكل كبير على يد التجار المسلمين في عهد الخليفة العباسي (هارون الرشيد) في القرن السابع الميلادي واستمر هذا الإقليم يحكم بالإسلام ثلاثة قرون بدأ ينتشر خلالها في بعض الأماكن الأخرى في بورما .. حتى عام 1784 حيث خشي البوذيين من انتشار الإسلام فقام الملك البوذي ” بوداباي ” بضم أراكان إلى باقي الدولة البورمية وبدأ باضطهاد المسلمين اضطهادا شديدا وتعذيبهم وأخذ أموالهم ونهب خيراتهم حتى عام 1824 حيث تعرضت بورما ومعها أراكان للإحتلال البريطاني وبعد أن فشلت بريطانيا في إخضاع مسلمي بورما ” الروهينجا ” قامت بإمداد البوذيين بكل انواع الأسلحة وبدأت تدعمهم لاستئصال المسلمين فارتكبت مجازر ومذابح ومحارق بشعة بحق المسلمين وفي عام 1948 خرجت بريطانيا من بورما ليواصل البورميون البوذيون جرائمهم البشعة ضد المسلمين فاتبعوا سياسة تعرف ببرمنة الدولة أي جعلها بوذية والقضاء على الإسلام ولكن الغريب رغم كل الوسائل الجبارة التي اتبعها البوذيون ضد المسلمين لم يرتد مسلم واحد عن الإسلام فقرر البوذيون القضاء التام على المسلمين واستئصالهم بالأساس من بورما وواصلوا جرائمهم البشعة ضد مسلمي الروهينجا وخاصة بعد سيطرة العسكرية الفاشية على الحكم في بورما 1962 وفي عام 2012 ونتيجة لبعض الضغوط تم إعطاء مسلمي الروهينجا بطاقات مواطنة وهذا مالم ترضى به جماعة الماغا البوذية التي واصلت ممارسة الجرائم البشعة ضد الاقلية الروهنجية المسلمة من قتل وحرق وذبح وهدم قرى بأكملها فوق رؤوس ساكنيها وتعد مآسي ومذابح المسلمين في بورما من أشد المآسي التى تقشعر لها الأبدان ويسبب له الولدان منذ ما يقرب من ثلاثة قرون فالتعذيب الذي يتعرضون له والذبح والحرق والتقطيع بالسيوف والسكاكين لا يقل بشاعة عن محاكم التفتيش التى أقامها النصارى الأسبان للمورسيكيون المسلمون في الأندلس ومن جرائم البوذيين …. في عام 1938 هجمت جماعات الماغا البوذية على قرى المسلمين في أراكان وقتلوا المئات وحرقوا البيوت واغتصبوا النساء حتى فر اكثر من 500000 مسلم إلى بلاد مجاورة وفي عام 1942 ارتكب البوذيون مجزرة أراكان وقتلوا مائة ألف مسلم واغتصبوا النساء وشردوا الأطفال واحرقوا الجثث و في 1978 تم تهجير وطرد 300 الف مسلم وفي عام 1988 تم طرد وتهجير 150 ألف مسلم وتم تهجير ضعيفهم في عام 1992 حتى وصل عدد المهجرين والمطرودين من مسلمي بورما 4.5 مليون مسلم وفي عام 2012 ارتكب البوذيون مجزرة شنيعة بحق عشرة من الدعاة المسلمين حيث ربطوهم وظلوا يضربونهم بالشوم والسكاكين والسيوف حتى ماتوا ومثلوا بجثثهم ثم واصلو جرائمهم بمهاجمة المساجد وهدمها وقتل كل الرجال والنساء والأطفال في حفلات موت جماعية وإشعال النار فيهم أحياء في محارق بشعة وفصل رؤوسهم عن أجسادهم ودفن بعضهم أحياء وتقطيعهم بالسيوف وهتك أعراضهم والقاءهم في عرض البحر … ولا زال مسلمي الروهينجا ينامون ويستيقظون علي مذابح وجرائم جماعات الماغا البوذية المدعومة من النظام الحاكم في بورما والمستمرة في أبشع صورها في ظل صمت وتجاهل عربي وإسلامي وتجاهل اعلامى شديد وصمت من مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان العالمية التى طالما صدعت رؤوسنا بحقوق الإنسان فأين هم من حقوق المسلمين فى بورما!! تحياتي نجوى نصر الدين