كتبت نجوى نصر الدين قرات لك كتاب ” المفتاح الرئيسي للثراء ” للكاتب نابليون هيل من منا لم يرغب في أن يكون ثريا ولم يبحث يوما ما عن طرائق وأساليب تضمن له كسب مزيد من المال وتحقيق الثراء؟ وقد يبدو لك أن الأثرياء قد وصلوا إلى نجاحاتهم تلك بسرعة وسهلة، إلا أن الأمر ليس كذلك فكل نجاح كان وراءه الكثير من العمل الجاد.
يقدم نابليون هيل بعض المبادئ الكونية التي يستطيع مُتبعها أيًّا كان أن يحقق الثراء، والثروات العظيمة الاثنتي عشرة، وأهمية العادات في تحقيق النجاح، وما أهم الطرق التي يتبعها الناس لتحقيق النجاح في الحياة، والحصول على الثروات.
▪️1- التعريف الحقيقي للثروات
داخل جسد كل منا شخصيتان؛ إحداهما شخصية سلبية تساعد على الإحباط والخوف والتفكير في ظروف الحياة، والأخرى شخصية إيجابية تصمِّم على تغيير الواقع والحصول على النعم، وكلنا لديه الكثير من الممتلكات القيمة التي ربما لا ننتبه إلى وجودها. ويعتقد بعض الناس أن الثروات تكون في المال وحده، لكن الثروات الدائمة بمفهومها الواسع تكون في كثير من القيم الأخرى غير الأمور المادية، فالمال لن يجلب لك السعادة من دون القيم المعنوية. وللثروات صور عديدة سماها نابليون هيل بـ”الثروات الاثنتا عشرة العظيمة في الحياة”، ومنها التوجُّه العقلي الإيجابي وهو الصحة النفسية التي تجعلك تجذب ما يشبهها من الأفكار، فمن خلالها تحصل على العلاقات الإنسانية الناجحة والصداقة الحقيقية والثروة في العمل وفي التمتُّع بالطبيعة كالليالي المقمرة أو السماء الصافية، ويجعلك تضع خططًا لهدفك، لذلك فأولى الثروات تبدأ بالتوجُّه العقلي الإيجابي، أي التفكير بتفاؤل وسيطرة الشخصية الإيجابية، وتأتي بعدها فورًا ثروة الصحة الجسدية التي تعينك على التحرُّك والعمل، ووجود علاقات إنسانية سليمة قائمة على الصدق مع النفس أولًا ثم الصدق مع الآخرين.
ومحاربة المخاوف والتغلُّب عليها تعدُّ من الثروات، لأن المخاوف كالقيود التي تمنع الشخص من السعي إلى أي شيء، والتطلُّع إلى المستقبل وتخطيطه، وثقة الفرد بنفسه وإيمانه العميق بأنه سيصل، من أهم الثروات التي من دونها يفقد كل منَّا طاقته في أول الطريق، ومن ضمن الثروات أيضًا الثقافة والعقل المتفتح الذي يعطينا قدرة على حب العمل والنجاح به، ومشاركة النجاح وخطواته مع الناس، والقدرة على فهمهم والانضباط الذاتي أو التواضع الذي يجب أن يكون النتيجة للنجاح، والقدرة على فهم الناس للوصول إلى كل ما ترغب فيه، وأخيرًا ثروة الأمن الاقتصادي والمالي.
▪️2- طرق الحصول على الثروات
تتمثَّل مظاهر الثروات المختلفة في بعض المبادئ، ولكن قبل البَدء فيها يجب أن يكون العقل مُهيئًا لقبول هذه الثروات والاستعداد لها، وقيل في هذا المعنى: ”عندما يكون الطالب مستعدًّا للتعلُّم، يظهر المعلم، لذلك وجب تأكيد أن الاستعداد للشيء هو المؤهل للحصول عليها وليست مجرد “الحاجة”. ومن المعروف أن العدو الذي نراه وندرك قوته أو ضعفه يكون شبه مهزوم، وكذلك الوضع فيما يخص المشاعر أو الأفكار السلبية التي تسيطر علينا، فبمجرد إدراكها يبدأ العقل في تحديد آليات الدفاع وهذه أولى طرائق العلاج، ثم يبدأ دون وعي في بعض العادات اليومية أو الممارسات التي تصل بنا إلى نقطة الانضباط الذاتي، والمهم هو تحكيم المنطق على العواطف الإيجابية والسلبية، وتلقي التوجيهات منه عند التعبير عن الغايات والأهداف، لأن هذه العواطف قد تكون خطيرة إذا لم يتم توجيهها نحو غاية محددة منطقية. لن يستطيع أي شخص أن يحقق النجاح دون أن يضع لنفسه أهدافًا محددة وكبيرة، أو غاية محددة ويُقصد بها الرؤية والتخطيط الزمني لانتهاء هذا الهدف وتحقيقه، ويذكر الكاتب مثالًا لرجل الأعمال المعروف “أندرو كارنيجي” فقد كان يبحث عن موظف مثالي ووجده في شخصية الرجل الطموح الذي يطمح في منصب كبير ليصل إليه في وقت محدد، ثم بعد أن نقل فلسفته الحياتية من فكرة الغاية المحددة إلى أحد الصحفيين، تعلم هذا الصحفي معنى اتخاذ القرارات في وقت قصير والتفكير السريع، وهذه الفكرة يؤكدها كارنيجي أن الشخص الذي لا يمكنه التوصل إلى قرار فوري رغم وضوح المعطيات، فهو شخص متردِّد لا يستحق الفرصة ولا النجاح، ولا يمكن الاعتماد عليه في أي قرار يتخذه لأنه لن يمتلك القوة والصبر الكافي لتحقيقه، وذلك لعدم توافر المقومات من البداية لتساعده على اتخاذ القرار، وأن من يتوصلون إلى القرار بسرعة يكون لديهم القوة على المواصلة والدافع الذي يحركهم والقدرة على التحرك في أي ظروف. ولا بدَّ من بذل جهد مُضاعف نظير المقابل الذي تأخذه، وأن رحلة البحث عن أسباب النجاح والفشل وتقديم الخدمات دون مقابل هي إحدى خطوات الأشخاص الأكثر نجاحًا في جميع مجالات الحياة، وأن المهم هو الاستغلال الأمثل للفرصة التي في يديك، وهذا الصحفي عندما أخذ هذه الخبرة من كارنيجي وأكمل رحلة النجاح والفشل ألف كتابًا حصد منه الملايين -لو قرَّرنا قياس الثروات من الجانب المادي فقط-. فأي فكرة ترسَّخت في العقل الواعي وتم الإيمان بها لا يتم التخلي عنها مُطلقًا، لأن الإيمان ينقلها إلى العقل الباطن الذي يجعلك تدرك السمات الروحانية التي تتحلَّى بها لمواجهة أي صعوبات، فالغاية المحددة تجعلك أكثر انتباهًا إلى الفرص التي تأتيك وأكثر تعاونًا مع الناس وتمنحك كثيرًا من الفوائد الشخصية، وتغير من الكيمياء البيولوجية لعقلك فتجعلك تمسح من قاموسك كلمة الفشل أو الهزيمة، كما يمكنك اكتساب ثروة من خلال الجهد الفردي في نشر المعلومات وتقديم الدعم المعنوي للناس، فهذا يكسبك ثروات روحية لا حصر لها. عادة واحدة قد تصنع ثروة هل يمكننا أن نتخيل أن عادة واحدة أصبحت ممارسة يومية، وكان لها الأثر الكبير في نجاح الملايين من الناس، هذه العادة هي بذل المزيد من الجهد الإضافي دون انتظار مُقابل، مثلًا فهذا الفلاح الذي يضع حبات كثيرة أكثر من المطلوب وضعه في مساحة الأرض، فتعطيه الأرض أضعاف أضعاف ما يتوقع، ولو أنه وضع بالمقدار المحسوب بدقة لكانت النتائج أقل مما يتوقع -وبالطبع هي خاضعة لبعض الظروف تحياتي نجوى نصر الدين