كتبت نجوى نصر الدين
تحلم كل فتاة بحياة زوجية سعيدة موفقة وهادئة تنعم خلالها بالراحة والهدوء والسكينة والطمأنينة فى كنف زوج يتقى الله فيها وتبنى أسرة متماسكة واولاد صالحين وتفرح بهم
وأحيانا بل أوقاتا كثيرة تقف العقبات أمام تحقيق ذلك الحلم حتى يتحول إلى كابوس وينتهى الحلم بالطلاق وتشرد الاولاد وانهيار الأسرة وضياع المجتمع وقد تلاحظ أن معدلات زيادة الطلاق زادت فى الآونة الأخيرة بشكل مزعج وان معظمها كان السبب الرئيسي هو ام الزوج ولن اقول الحماة فهى ام قبل كل شيء وهى مصدر العطاء والحب والحنان وليست مصدر النكد والعكننة والخراب
اعلمى ايتها الام المزعجة أن ابنك قد تم فطامه وأصبح رجلا قادرا على اتخاذ القرارات الصائبة وهو يحبك ويحترمك ويعرف فضلك فلا تكونى انتى اول اسباب النكد والقسوة والمشاكل ولاتضعى نفسك فى مقارنة مع زوجته فهى مقارنة لاتجوز
فابنك جزء منكى وهى من ستكمل مسيرتك وستمنحه الحب والارتواء العاطفى والنفسي والاولاد فهى ليست ندا لكى إنما تعطيه الشيء الذي لا تستطيع انتى إعطاؤه لابنك
نعم هو يحتاجك أما فقط تحتضن الجميع ويحتاجها زوجة تحتضنه هو ويسكن اليها
فلاتضعى أنفك فى كل كبيرة وصغيرة لمجرد اثبات انك ام الزوج وتتعاملى مع زوجته وكأنها خطفت زوجك وليس تزوجت ابنك
لاتتدخلى فيما لايعنيكى ولاتنقدى تصرفات زوجة ابنك ولا تتدخلى بالخراب والدمار
واعلمى تماما أنه لايحق لكى التدخل فى حياة زوجة ابنك ولا تفاصيلها ولاتصرفاتها لأن لها زوجا هو المسؤول عنها
واعلمى أنكى بهذا تسعدين ابنك وتخلقى له جو من الحب والاستقرار النفسي فهو يحبك وكذلك يحب زوجته فلا تجعليه يقف حائرا لايعرف أن يرضيكى أو يرضيها
وهو فى قرارة نفسه يريدك أن لاتتدخلى في حياته لكنه لن يستطيع أن يتلفظها
فاتركيه ينظم حياته مع زوجته كما يروق لهما
واعلمى ايتها الحماة الساعية إلى خراب البيوت أن عقابك من الله عسير
أن عقد الزواج هو عقد بني على زوج اقسم بأن يحافظ على زوجته ويتق الله فيها ويعاملها معاملة الاسلام فهى زوجة وليست خادمة لكى
أما إذا قامت هى بذلك من تلقاء نفسها فيتم توجيه الشكر والتقدير والمديح لها والعرفان بالجميل
فالزواج هو بناء أسرة وليس إحضار خادمة لأهل الزوج
وهذه سنة الحياة نربى ونعلم ثم يتزوج الاولاد ونفرح بأولادهم ونتمنى لهم السعادة
فكونى انتى مصدر هذه السعادة ولتكونى أما لهذه الفتاه تغمريها بالحنان والحب واعتبريها ابنة لكى وعيشي بمبدأ أنه أصبح لى ابن وابنة
وافرحى باحفادك ليحبك الجميع ويدعون لكى بالعمر الطويل وتسود المحبة داخل الأسر المصرية وتقل نسب الطلاق المتزايدة
واجعليها تشعر بأنك الأم الحنون التى تعطف وتغمر بالحنان والحب
إنها ليست عدوتك وإنما زوجة ابنك
ولو تعلمين كم الدعوات على الحموات اللاتى تسببن فى خراب بيوت أبنائهم لفهمتى تماما انك مخطئة وانك لاتفهمين معنى أن ابنك قد تزوج
أنها جاءت لتحمل عنكى حمل ابنك لتستريحى وتهدأى
فلاتتدخلى فى حياتها بأى شكل من الأشكال ولا فى اى مناقشات بينها وبين زوجها فهما قادران على حل مشاكلهما دون تدخل منكى انتى بهذا تسعدين ابنك
إن ماتقدميه من محبة وحنان وعطف سيعود لكى بعد أن تكبرى فى العمر وتحتاجين منهم الرعاية والاهتمام أضعافا مضاعفة
كونى انتى الشعاع الذي ينير الطريق وعاملى الله فى زوجة ابنك ولتخافى يوما عبوسا قمطريرا يتم رد المظالم فيه وخافى من أن تدعى عليكى أو ترفع أكف الدعاء إلى الله
واحذرى دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب
تمنياتي بأسرة سعيدة ونسب طلاق قليلة واختفاء الحموات المتسلطة وظهور الأمهات الحنونة
تحياتي
نجوى نصر الدين