اغترابٌ يشد الأوتار
———————-
أخْتَفي في زَوايا اللَّيالي المُظْلِمَاتِ
أتَجَرّعُ مرارةَ الأوقاتِ الغافياتِ
أتذكَّرُ مَن كان يلهمني، وذكرياتي
حُبٌّ زهرَهُ سقطَ في عَالمِ النسيانِ
أَهمٌ طيفه يَجْرِي في وَريدِي
أم أنّني عابرٌ في غروبٍ تائهٍ؟
أصواتُ الناسِ تَستَثيرُ الحنينَ
لكنَّ أذني تُصغِي لصمتِ القلبِ الشائقِ
أجلسُ في زِحامِ الشوقِ، محاصرًا
أعدُّ الدقائقَ في عُزْلةِ الأنفاسِ
يا ليتَ النجم يحفظُ سِرّي الموجع
خبّئُ وجعَ الاغتراب بينَ السطورِ
ما ضرَّني البُعدُ، إن كنتُ أشتاقُ
فتحيَّةٌ ترفرفُ من قلبي الباكي
أيجعلُني الوقتُ جثةً من الحُزنِ؟
أم يَكفيني الشوقُ ليحرقَ أجنادَ عُمري؟
يطلُعُ النهارُ، لكنَّني فيه غريبٌ
أحكي للمرآةِ أسطورةَ الفراقِ
أجاهدُ الأوجاعَ بالموسيقى
لكنَّ لحنَ الاغترابِ يَترددُ في دمي
فَاعذُروني يا خلان الشوقِ والحَيرةِ
فقدْ عانَقتُ الليلَ حتى صِرتُ سكرانًا
أبحثُ عنه في زهرِ خريفٍ ذابلٍ
فأنَا والمسارُ، غريبان بلون بماء الذاكرةِ
د/آمال بوحرب
تونس