فى حوار جمعنى مع أحد أبرز القيادات الفلسطينية د // ” صلاح عبدالعاطي ” رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ” حشد ” كان محور اللقاء ما تشهده المنطقة من أحداث ساخنة وحرب أبادة تشنها قوات الأحتلال ضد المدنيين من سكان قطاع غزة . وقد بادرت بالسؤال : ألا ترى أن حركة حماس قد غامرت بأرواح أكثر من ٣٥ الف مدنى من سكان القطاع غير المصابين لصالح مخططات دولية تصب في مصلحة بعض دول المنطقة ؟ وكانت الأجابة : أن حركة حماس ردت بعد نفاذ صبرها على الأنتهاكات المتزايدة فى حق الشعب الفلسطيني ومقدساتها ؛ وكان الرد العسكري بمثابة زلزال عصف بالعدو وجداره العازل بكل ما يحتويه من كاميرات مراقبة وجساسات وتحصين أمنى كلف العدو أزيد من ١٠ مليارات دولار . وجاء هذا الرد العسكري بعد أن تركوا للشعب الفلسطيني ثلاث أختيارات : أما الموت أو الأعتقال أو التهجير القسري ؛ فكان هذا التحرك من جانب حركة حماس والذى يعبر عن الشعب الفلسطيني وفصائله بأختلاف توجهاتها السياسية والعسكرية للقيام بالدور الوطنى في المطالبة بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ وهنا نلحظ أن جميع الفصائل بعد عملية السابع من أكتوبر قد اصطفت خلف حماس التى أربكت العدو وحققت نصر عسكري أستخباراتى على الكيان بكل ما يملك من آليات عسكرية ومعدات حربية هى الأحدث على مستوى العالم ؛ واستطاعت أن توقع خسائر فادحة في صفوفه . هذا وقد أجبرت حركة ” حماس ” على القيام بتلك العملية العسكرية لوجود حكومة يمين متطرف لا تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وتحارب وجوده على ارضه ؛ وهذا ما أعلنه وزير المالية المتطرف ” سيموريتش ” خلال مؤتمر ” باريس ” والذى أعلن فيه أن حدود إسرائيل تمتد من النيل إلى الفرات . هل ترى أن تعاون حركة ” حماس ” مع الدولة الإيرانية يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ؟
أن تعاون حركة ” حماس ” مع القيادات الإيرانية جاء بعدما لم تجد الحركة التفاعل المطلوب من معظم الدول العربية ؛ ويبقى الشعب الفلسطيني متمسك بمبدأ المقاومة للحصول على حقوقه المشروعة في الأستقلال وأقامة دولة مستقلة كما فعلت معظم دول العالم التى حصلت على استقلالها من قبل . ما الذى تهدف إليه إسرائيل من خلال حرب الأبادة على غزة وأهلها ؟ أن إسرائيل تهدف إلى فصل القطاع عن الحدود المصرية ؛ فتحرك حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ليس تجاه سكان قطاع غزة أو الشعب الفلسطيني فحسب ؛ وإنما هذا التحرك ضد مصر أيضا حكومة وشعبا ؛ فهم كانوا يخططون لشق قناة ” بن جوريون ” عبر قطاع غزة ؛ ولكن تحركات مصر لتوسعة وشق قناة السويس قد أغلقت عليهم الباب ؛ كما أن تعاون مصر مع الصين كأحد الدول الرئيسية في مشروع طريق الحرير قد دفعهم لتهديد أمن مصر ومحاصرتها من عدة جهات ؛ وعلى عدة محاور أبرزها توغلهم في دول القرن الأفريقي وتعاونهم مع أثيوبيا من خلال دعم وتمويل سد النهضة للمساومة به لاحقا . هل ترى أنه يوجد بعض الأنقسامات داخل حركة فتح مما همش دورها الوطنى تجاه الشعب الفلسطيني ؟ نعم يوجد انقسامات بين قادة حركة فتح ؛ وأصبحت الحركة تنقسم إلى تيارات مختلفة مما أدى إلى هبوط شعبيتها وترهلها فى ظل قيادة الرئيس ” أبومازن ” . كيف يثمن الشعب الفلسطيني الدور المصرى قيادة وشعبا ؟ أن الشعب الفلسطيني يقدر جيدا الدور المصرى الشعبوى من خلال تفاعل الشعب المصري مع ما يمر به الشعب الفلسطيني من أبادة وتشريد وتجويع ؛ كما أن الشعب الفلسطيني يحترم جيدا سيادة الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ” ويقدره عشرة أضعاف احترامه للرئيس الفلسطيني وقياداته ؛ وذلك نتيجة للدعم المتواصل للقيادة المصرية من خلال المساعدات والدعم السياسي في المحافل الدولية . تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الاصطفاف خلف كيان الأحتلال وأبراز حركة حماس على أنها المتسبب في تلك الحرب ؟ كما أنها هى من تقوم بأفشال جهود السلام وصفقات تبادل الأسرى ؟ ليست حركة ” حماس ” هى المسؤولة عما آلت إليه المنطقة بل حكومة ” نتنياهو ” المتطرفة والتى تضم ” بن غافير وسيموريتش ” ؛ من خلال الأنتهاكات المتكررة وبصورة أرهابية والتى كان أبرزها أقتحام المسجد الأقصى وحملة الأعتقالات الواسعة ؛ وتضييق الخناق على سكان قطاع غزة هو ما دفع حركة ” حماس ” عن الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعه ؛ أما عن صفقات التبادل فمن يجهضها هم قادة الكيان ؛ فمطالب الحركة شرعية وعادلة ومتنوعة بين قيادات الحركة أو قيادات من حركة ” فتح ” ك ” مروان البرغوثي ” فهى تتطلع للم الشمل الفلسطيني وتوحيد قياداته . هل كنتم تتوقعون هذا الدور اليمنى المؤثر على مجريات الحرب ؟
بداية أحب أن أحيي اخواننا وأهلنا من الشعب اليمنى الشقيق والذين ضربوا اروع الأمثال بهذه الوقفة الشجاعة دعما للقضية الفلسطينية وأهلها ؛ وقد أثبتت الأحداث أن هناك أجماع يمنى على حقوق الشعب الفلسطيني وهم بالنسبة لنا شركاء في النضال .
هل ترى أن منظمات حقوق الإنسان قد قامت بالدور المأمول تجاه سكان قطاع غزة ؟
لقد سقط الوجه القبيح لمنظمات حقوق الإنسان خلال حرب الأبادة تلك ؛ وأثبتت الأحداث أن حقوق الإنسان مجرد حبر على ورق ؛ بدليل أن ” نتنياهو ” مجرم الحرب يريد معاقبة المحكمة الجنائية الدولية ومستشاريها ؛ كما أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الڤيتو لتعطيل أى قرار يدين الكيان الإسرائيلي يثبت بصورة واضحة أن حقوق الإنسان ما هى إلا ضرب من خيال .
ما تعليقك على الدور الإيجابى لدولة جنوب أفريقيا والذى لم تقم به أى دولة عربية أو إسلامية وذلك بتحويل المجازر التي جرت في حق شعب غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية ؟
دور جنوب أفريقيا ليس غريبا عليها فهى دولة ذاقت مرارة الأحتلال ؛ وتحمل من المبادىء والقيم ما يجعلها تقوم بذلك الدور الأنسانى الرائع تجاه الشعب الفلسطيني بصفة خاصة وتجاة الإنسانية عموما .
وأخيرا كل الشكر لكل احرار العالم الذين انصفوا بأنحيازهم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ وبصفة خاصة كل الشعوب الغربية والعالمية التى تظاهرت دعما لحقوق شعبنا ضد حكومات تدعم كيان الأحتلال دعما أعمى .