أكد الأستاذ جمال محمد عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي في محاضرتة بمنتدى نقل الخبرة لحملة الماجيستير والدكتوراه الذي تنفذه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام حول تنمية الذات والثقة بالنفس للأطفال ذوي الهمم وأسرهم وأثرها علي المشاركة في الأنشطة الثقافية والفنية مشيراً إلى أهمية تطوير مهارات التواصل النفسية والاجتماعية لتكون اللبنة والركيزه الأساسية في تطوير الذات والثقة بالنفس خاصة لدى الأطفال من ذوي الهمم للوصول بهم إلى أقصى درجات تطوير القدرات سواء التعليمية أو السلوكية مما يساهم بدوره في مدى الاستفادة من الخدمات المقدمة لتيسير التحديات التي تواجههم والتي من شأنها أن تؤثر بالسلب على قدراتهم النفسية وربما ينظرون إلى ذاتهم بأنهم أقل ممن حولهم لأن تقييمهم لذاتهم سيكون قائماً على نظرة الأخرين لهم وهو ما يؤثر بالسلب في نظرتهم لذاتهم ، بخلاف مايجب أن يكون علية الشخص المعاق من ضرورة تمتعهه بدرجة عالية من الثقة بالذات والتي تنعكس بدوها على القيام بمهامه بدرجة عالية من الكفاءة في الوسط الاجتماعي الذي يوجد فيه فالشخص الذي ينظر لذاته من منظور سلبي ستتسم وظائفه بعد الكفاءة برغم قدرتهم في الأساس على أداء هذه الوظائف ببرعاة إذا ما توفرت له الظروف الملائمة والمناخ المشجع على الأداء والإنجاز لذلك فإن تقدير ذوي الهمم لذاتهم وثقتهم بها يتأثربالكثير من العوامل منها ما يتعلق بالفرد نفسه، كقدراته واستعداداته، والفرص التي يستطيع أن يستغلها بما يحقق له الفائدة، ومنها ما يتعلق بالبيئة الخارجية التي تلعب دوراً هاماً عند الأشخاص ذوي الإعاقة؛ فإذا كانت البيئة الاجتماعية والمادية تهيئ للفرد المجال للانطلاق والإبداع، فإن تقديره لذاته يزداد، وأما إذا كانت محبطة وتضع العوائق أمامه بحيث لا يستطيع أن يستثمر قدراته واستعداداته، و تحقيق طموحه عندئذ يقل تقديره لذاته . فالتعامل السلبي مع الشخص ذي الإعاقة من قبل مجتمعه، هو من أهم أسباب تدني ثقته بذاته وبقدراته، نظراً لأن المجتمع لم يعطه الثقة الكافية، والحق بالتواجد بين أفراده وممارسة ما يستطيع القيام به، فتنشأ مجموعة من الانعكاسات النفسية على الشخص ذي الإعاقة من جراء هذا التعامل السلبي المجتمعي معه، حيث يميل بعد سلسلة من الإحباطات إلى العزلة عن الآخرين، لتلافي الاحباط، أو لأنه لا يمتلك القدرة الذاتية على المواجهة وإثبات الذات، فالحوار السلبي الذي يدور بينه وبين ذاته يقنعه بأنه أقل من الآخرين ولا يستطيع مواكبتهم، إضافة إلى كثير من الأفكار السلبية التي تتسرب إلى ذهنه نتيجة عزلته وعدم رغبته بالمشاركة ورفض الآخرين له ويضاف إلى عدم الثقة بالذات، أيضاً عدم الثقة بالآخرين، فالمحيط الاجتماعي الذي لم يأخذ بيد الشخص ذي الإعاقة ولم يشجعه ولم يتقبله أصبح مجتمعاً مُعيقاً أكثر من الإعاقة ذاتها، وبالتالي قلت ثقة الشخص ذي الإعاقة به، إضافة إلى الميل إلى الخوف من خوض أي تجارب جديدة نظراً لأن السخرية والاستهزاء بقدراته قتلت لديه روح الإبداع والمحاولة، لذا لابد من إعادة ثقة هذا الشخص بذاته عن طريق ثقته بمجتمعه وبمن حوله، وهنا يأتـي دور المجتمع في فتح المجال أمام الأشخاص ذوي الإعاقة لممارسة أوجه حياتهم التعليمية والثقافية والعملية والترفيهية، كل وفق قدراته دون تمييز عن بقية الأفراد مع مراعاة الفروق الفردية وهو أمر في غاية الأهمية في التعامل معهم وهو مايأتي من خلال تهيئة الأخصائي الثقافي بكافة المواقع في تقبل واستيعاب الأشخاص من ذوي الإعاقة وعدم تصويره أمام الآخرين بشكل سلبي ، وعدم التعليق على تصرفاته بما يسبب الأذى النفسي له ، وهو ما يدفعنا لأهمية طرح ضرورة التمتع بالمفهوم الإيجابي للإعاقة مما يساهم في شعورهم بعدم الاختلاف وقدرتهم في التعامل مع المجتمع بطريقة ملائمة من خلال تشجيعهم وتحفيزهم لنقاط القوة والتركيز على ما يستطيع ذوي الإعاقة القيام به ، ومنحهم الفرص الكافية للمحاولة وعدم إحباطهم والتي من شأنها أن تعيقهم وتقف حجر عاثر في تحقيق أهدافهم بل من الممكن أن تقتل روح الإبداع لديهم من خلال تكليفهم بمهام تتناسب مع قدراتهم لينجزوا المهام التي وُكلت إليهم ليشعروا بالنجاح وهو مايساهم بدوره في تحسن مفهومه عن ذاته .