لواء دكتور/ سمير فرج
متابعة عادل شلبى
كم سعدت بقرار السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإطلاق اسم اللواء محمود نصر، مساعد وزير الدفاع الأسبق، رحمه الله، على أحد المحاور المرورية الجديدة، بمنطقة شرق القاهرة، في قطاع الهايكستب، المؤدية إلى قاعدة المشير حسين طنطاوي العسكرية.
جمعتني الصداقة باللواء محمود نصر، لسنوات طويل، منذ أن كان ضابطاً ومقاتلاً بسلاح المشاة، وحتى بعدها عندما اضطلع بمسئولية إدارة المحفظة المالية للقوات المسلحة المصرية، لمدة طالت عن 25 عاماً، حقق خلالهم إنجازات كبيرة للغاية، وتفوق فيها على العديد من الخبراء الاقتصاديين. كانت مهمته تتلخص في زيادة الموارد المالية للقوات المسلحة من ناحية، مع حسن استغلالها من ناحية أخرى، وعلى يديه، تم تنفيذ العديد من المشروعات الاستثمارية في القوات المسلحة، والمشروعات الخدمية، والتي كان منها تطوير دور ونوادي القوات المسلحة، التي شهدت طفرة كبيرة، ومثلت دخلاً لموارد القوات المسلحة.
عُرف اللواء محمود نصر، بعمله الدؤوب، في صمت، وكان من أصحاب الرأي المعتبر، لصراحته في العرض، دون مواربة، واضعاً نصب عينيه مصلحة القوات المسلحة، ومصلحة الوطن أولاً وأخيراً. وكان لسيادته قدرات خاصة في حفظ الأرقام، والقدرة على تحليل اتجاهاتها، مع توقع ما سينجم عنها من تحركات في الأسواق المالية، على المستويين المحلي والعالمي. ويحسب له النجاح، بفضل سياساته المالية وحسن الإدارة، في أن أصبحت القوات المسلحة المصرية، تعتمد في تدبير احتياجاتها، على مواردها الخاصة، بما رفع العبء عن موازنة الدولة، لسنوات طويلة.
أما على الصعيد الشخصي، فقد كان، رحمة الله عليه، متواضعاً، وصديقاً للجميع؛ قدم العون للعديد من الضباط، حديثي السن والرتبة، مثلما فعل مع القادة سواء في الخدمة أو المتقاعدين. كان محمود نصر أول من اقترح فكرة إنشاء الصناديق المالية، مثل صناديق المعاشات وغيرها، وقاد تنفيذها، والتي اتبعتها معظم هيئات ووزارات الدولة، فيما بعد. كما بذل جهداً كبيراً في تطوير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذي بدأ بالعمل فيه كعضو بمجلس إدارته، حتى أصبح رئيساً له خلال عشرين عاماً، استطاع خلالهم أن يساهم في نجاح مشروعات الجهاز، وعدم المغامرة به في مشروعات غير ذات جدوى.
لقد كان للواء محمود نصر، أياد بيضاء كثيرة، يدركها أبناء القوات المسلحة المصرية، ويدركها العديد من غيرهم، وهم ما جعلهم يتلقون قرار السيد رئيس الجمهورية بتكريمه، بالكثير من الترحيب والسعادة، لما فيه من إثبات بأن مصر لا تنسى، أبداً، أبنائها المخلصين … رحم الله محمود نصر وأدخله فسيح جناته.