وسائل الإعلام ودورها في تطوير وبناء الذات

هبه الخولي / القاهرة

لاشك أن الإعلام يؤثر في ثقافة الشخصية ، كما يؤثر في حياة الشعوب ويساهم في تنمية شخصيتها ، وله دور محرض لتجاوز الأزمات وصولًا إلى طرح بدائل جديدة تناسب آفاق التطوير، ليصبح بمثابة ذاك الشخص الوهمي الذي يخاطب المشاهد في شتى المواضيع في حين ننصت له باهتمام شديد، ويكون له المقدرة على اختراق خصوصية الأفراد، خاصة مع ظهور الإنترنت، وتوافره بسهولة ورخص ثمنه كل ذالك زاد من خطر الهجمة الإعلامية من حيث صعوبة الانتقاء الإيجابي من جهة، واستحالة الانعزال السلبي من جهة أخرى. فكان للإعلام تأثير في بناء شخصية الجيل الجديد وهو ما سلط علية الضوء الأستاذ كرم ربيع مدير عام فرع ثقافة الجيزة ضمن فعاليات منتدى نقل الخبرة لحملة الماجيستير والدكتوراه الذي تقدمه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام مشيراً أن الرسائل الواضحة والمقنعة التي تبثها وسائل الإعلام المختلفة ، تخاطب كل شخص بما يحبه، وتستميل قلبه وميوله نحو ما يرى ويسمع. وساهمت التكنولوجيا في جعل الإعلام متوفراً في أي وقت وحسب الرغبة، ما ساهم بدوره للابتعاد عن القراءة وتغير اللغة المتداولة.
موضحاً أن خطورة الإعلام في اختراقاته وتأثيره على الهوية الثقافية حسب تأثيره إما بطريقة مباشرة من خلال برامج ذات اتجاهات واضحة يفهمها المتلقي كماهو موجود في برامج الاذاعات الدينية والوثائقية اوبطريقة تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم بدوره برسم صورة عن الاشياء والاشخاص من حولنا وكذلك التأثير في اتجاهاتنا وسلوكنا حيال الواقع المحيط بنا .
فهو يؤثر فيهم سلبا أو إيجابا في نقل السلوكيات والثقافات بين الشعوب، فلم يعد للمجتمعات قيم ثابته ذات خصوصيات متفردة
وقد تناول بالشرح والتفصيل كيفية تأثير وسائل الإعلام على الشخصية من خلال التاثير الأني الذي يتم للفرد حينما تكون الرسالة الإعلامية جديدة وتحتوي على كم كبير من التشويق
فيما يكون التأثير التراكمي ذو الأثر البعيد على النفس فحين يتعرض الشخص لرسائل متقاربة في أزمنة مختلفة وبشكل متدرج ومن خلال أكثر من صورة وطريقة مما يرسخ في نفسه تماماً الأفعال والأقوال التي ذكرت له، خصوصاً مع كثرة إثارة الرسالة وتناولها بين الأشخاص أنفسهم
لينهي محاضرته بالتأكيد على أن وسائل الإعلام بمختلف اشكالها لم تؤد الدور المطلوب منها في بناء شخصية الإنسان فالبعض منها ركز على جوانب تهدم الشخصية وترك الجانب الاخر الذي هو اكثر اهمية وتأثيرا للنهوض بحياة المجتمع