لن تقف الحياة يوما لمواساتنا، إما أن نتريث ثم نتم مسارنا الصحيح رغم التعثر ، وإما سنفقد اتجاه البوصلة نحو المجهول. لهذا حين نتأكد بأن العقل لا يمتنع عن الكلام رغم أن اللسان يتقن فن الصمت في التعامل مع النصوص بتنوع مضامينها، فليتيقن الجميع أن التراكمات التاريخية ارهقت الثقافة العربية بإيجابياتها وسلبياتها. هكذا يتقاسمون نفس الدور بآدائهم المجحف رغم تكسير الجدار أثناء عرض مسرحيتهم ، الشيء الذي ترك استياء عند الجمهور بسبب المخرج الذي لم يترك دور البطولة لأي ممثل آخر ،إذ تقمص دور الممثل والمؤلف والمخرج. هكذا رسم لنا الإستعمار الحدود على ورقة لكي يتسع الشرخ في العقيدة والعادات والتقاليد التي تجمعنا من أجل طمس الهوية والانتماء، عكس ما قام به من انجازات غايتها توحيد صفوفه وفتح الحدود فيما بينهم رغم أنهم يتكلمون 24 لغة ونحن نتكلم لغة واحدة و نؤمن بدين واحد . فما السر وراء ذلك يا ترى؟ ومن له المصلحة في هذه التفرقة؟ فمن و إلى أين سترسو سفينة هذه الأمة التي انهكتها الحروب و دمرت شعوبها أسلحة الاتحاد الأوروبي وأمريكا والمعسكر الشرقي. تتطور الأحداث المأساوية التي تعيشها المجتمعات العربية بين المد والجزر و بسرعة دون مراعاة الظروف المعيشية والتغيرات الاقتصادية والتعثرات الموازية والمطبات الاستثنائية المتمثلة في الفساد المدعم من أزلام الإستعمار الذين تلقنوا ثقافة القمع وانتهاك حقوق الانسان والحريات و العمل بأسلوب الافتراءات والإشاعة كمحور أساس للريع الرسمي الذي ينخر ميزانية الدول العربية و يعيق مسار التطور التنموي رغم مصادر الطاقة المتنوعة والمداخيل المتعددة. هكذا يتغاضون عن حقوق الشعوب التي تسبق واجباتهم في خرق سافر للقوانين الجاري بها العمل. وللأسف، عندما تجد الشباب يملء المقاهي و الملاهي .و تجد المساجد والمكتبات فارغة، فاعلم بأنك في دولة عربية عندما يستضيفون السفهاء لوضع الخطط واستراتيجيات الفساد فاعلم بأنك في دولة عربية، عندما يلتقي ربيع العمر مع خريف الأوطان العربية فبادر إلى الرحيل. شيئان يحددان حقيقة الانسان، الصبر حين لا يملك شيئا واخلاقه القيمة عندما يملك كل شيء. فإذا توفق الإنسان فيما يحب سيتعب وإذا لم يفلح فيما يحب سيتعب وفي النهاية سيجد نفسه متعبا بعد صراعه مع أحزان الماضي و مرارة الحاضر. فجأة يجد نفسه في نهاية المسار أمام الأمر الواقع، يعيش اللقطات الحاسمة و الأخيرة من مسرحية “البحث عن الثروة و الجاه والبقاء” و هو في غفلة، لم يعد العدة للرحيل نحو المستقبل الأزلي و الحياة الأبدية.