حدث جلل وكارثة صادمة تهز أركان المجتمع السياسي في العالم ؛ تبدو عادية ومتكررة إذا كانت تخص أناس عاديين وربما لن تستوقف البعض طويلا ؛ ولكن إذا كانت تلك الحادثة هى سقوط طائرة الرئيس الإيراني وخاصة في ظل التوتر وتفاقم الأحداث السياسية والحربية المتلاحقة على مستوى العالم ؛ فهنا الأمر ليس عاديا بالمرة . بل ويستوجب الدراسة والتحليل وذلك لأن إيران لاعب أساسى وعنصر فعال على مسرح العمليات العالمى وفى كل مناطق التوتر في العالم ؛ كما أنها خصم عنيد وعدو رئيسى للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ومن قبلهم إسرائيل .
كان الرئيس الإيراني ” إبراهيم رئيسى ” فى زيارة إلى دولة ” أذربيچان ” المتاخمة للحدود الإيرانية يفتتح أحدى السدود على نهر يشق طريقة وسط أراضى تلك الدولتين ؛ وكان فى أستقبال الرئيس الإيراني رئيسى وبصحبته الرئيس الأذرى ” إلهام علييف ” ؛ وهنا يجب أن نشير إلى بعض الحقائق لتكون في الحسبان : اولها هى أن العلاقات بين البلدين الحدوديتين ليست على المستوى الوثيق فأيران ذات المذهب الشيعى وأذربيچان ذات المذهب السنى لكل منهما تحالفاته التى قد تكون متعارضة بعض الشيء ؛ أذربيچان حليف قوى للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على وجه الخصوص ؛ وقد أعلنت إسرائيل مرارا أن ضربة إيران ستكون من قواعدها الجوية الموجودة بأذربيچان وإيران تعلم ذلك تماما ؛ كما أن صفقات التسليح الإسرائيلية لأذربيچان لا تتوقف ؛ ناهيك عن العداوة الخفية بين البلدين والتى تبدو على السطح غير ذلك ؛ وربما تكون زيارة رئيسى الأخيرة إلى هناك للتباحث بهذا الصدد ومحاولة خلق نوع من عوامل التعاون المشترك بين البلدين والتى قد تخرج أذربيچان من معادلة التحالف الغربية ضد إيران ؛ ومن المفارقات الغربية أن زيارة الرئيس الإيرانى إلى أذربيجان قد سبقها بأسبوعين زيارة لرئيس الوزراء السلوفاكى المعادى للولايات المتحدة الأمريكية والغرب ؛ والذى تم تعرضه لمحاولة أغتيال بعد زيارته لأذربيچان بعدة أيام … !!! فهل تلك مجرد صدفة وسوء حظ ؛ ام أذربيچان هى قاعدة مخابراتية للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل .
كانت زيارة الرئيس الإيرانى إلى أذربيجان لا تقتصر فقط على أذربيجان بل كان يعقبها مباشرة زيارة إلى أرمينيا وهى دولة ذات عداء مباشر مع أذربيچان وتنازع حربى على أقليم ” ناجورنوكارباخ ” ؛ وهى الزيارة التى الغيت بعد لقاء الرئيسين وهنا تظهر علامات أستفهام ؟؟؟ لما الغيت تلك الزيارة ولما قرر الرئيس الإيراني العودة إلى بلاده ؛ ولنترك هذا جانبا ونتوجه إلى الطائرة الهليكوبتر التى كان يستقلها رئيسى وهى طائرة كندية الصنع تعود صناعتها إلى الثمانينات ؛ فأيران تقع تحت طائلة العقوبات الأقتصادية الأمريكية والغربية والتى تحرمها من تحديث سلاحها الجوى أو صيانة طائراتها الموجودة فى الخدمة ؛ وقد استبدلت ذلك بأنتاج المسيرات فى خطوة تحسب لها ؛ أستقل الرئيس الإيراني طائرتة بصحبة وزير خارجيته ” أمير عبداللهيان ” ومحافظ أذربيچان الشرقية وبعض الوزراء ؛ فى حين استقل باقى الوفد مروحيتين أخرتين ؛ انطلقت الطائرات الثلاثة ذات الأتصال اللاسلكى بين قادة الطائرات فى طريق العودة إلى طهران ؛ وفجأة تسقط طائرة السيد الرئيس والتى من المفترض أن تكون أكثرهما تأمينا وحصانة ؛ تتحطم الطائرة ويسقط كل من فيها صرعى ليكون الضباب وسوء الأحوال الجوية هو ” ذئب يوسف البرىء من دمه ” ؛ وتعثر فرق الأنقاذ الإيرانية على قتلاها بعد أزيد من ستة عشرة ساعة من البحث وبعد الأستعانة بطائرات تركية اولا إلى أن التقطت إحدى المسيرات صورة لحطام الطائرة ومن ثم تحديد مكانها . وهنا تشير الواقعة إلى أحتمالية كبيرة أن يكون سقوط الطائرة هى عملية مخابراتية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لذلك الرجل ؛ الذى أنطلقت فى ظل فترة حكمه أول ضربة بالصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل مباشرة ؛ ناهيك عن ضربات حزب الله في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق وضربات الحوثى الموجعة ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ؛ أضف إلى ذلك مشاركة المسيرات الإيرانية في الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب الروس بقيادة ” بوتين ” عدو الغرب الأول وضد حلف الناتو مجتمعا ؛ فربما كان لابد من توجيه تلك الرسالة إلى القيادة الإيرانية وحرسها الثورى ومرشدها الأعلى . فى حين تتجه أصابع الأتهام الأخرى إلى السيد ” مجتبى على خامنئي ” نجل المرشد الأعلى والذى يطمح أن يحل محل والده ؛ والذى قد يجد فى رئيسى الشبح الذى ينغص عليه حلمه ؛ ومن هنا وجب عليه إزاحته وخاصة بعد أن ارتفع نجم الرئيس الإيراني السابق ” على اكبر هاشمى رفسنچانى ” والذى قد تم إعداده أيضا ليكون خلفا لخامنئى ؛ ثم فجأة تعرض الرجل لأزمة قلبية ومن بعد أعلان وفاته ؛ الغريب أن أسرة رفسنچانى قد أعلنوا من خارج إيران أن الرجل قد تم أغتياله بالسم فى مشفاه التى يتلقى العلاج بها . مما تم سرده نجد أننا نقف أمام عملية أغتيال تم تدبيرها وتنفيذها أستهدفت إحدى الطائرات الثلاثة والتى كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير خارجيته صاحب التصريحات النارية ؛ لتسقط تلك الطائرة وتعود الطائرتين الأخرتين بسلام ؛ ويظل الضباب وسوء الأحوال الجوية هو المتهم البرى … !!؟