أضحت مهارة تطوير الذات من المهارات الأساسية الواجب امتلاكها لكل فرد لمواكبة وتيرة الأحداث السريعة في العالم من حولنا وليتم التطوير بشكله الصحيح لابد من معرفة ذاتنا فهي مفتاح التطوير والنجاح فبه يعرف الإنسان نفسه وملامحه ومكامن قوته وضعفه على أكمل وجهه ليؤدي واجباته وأعماله . وهو ما بدأت به الدكتورة منال علام رئيس الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين مداخلتها الثانية في ثامن محاور منتدى نقل الخبرة لحملة الماجيستير والدكتوراه ، مشيرة أن النفس الإنسانية جامعة لعدد كبير من التناقضات، وهو ما اقتضى بدوره ضرورة تسليط الضوء عليها وعلى آليات تطويرها من خلال محاضرة الدكتورة هبه كمال مدير عام إدارة التمكين الثقافي حول كيفية معرفة الذات وآليات تطويرها حيث استهلت حديثها بالتأكيد على أهمية معرفة الإنسان لذاته بعمق كبير من خلال النهوض بنوعيّة حياته والارتقاء بها، بالصدق مع النفس، والوضوح، والصراحة، وعدم التوهّم بامتلاك صفات معيّنة، أو ملامح خاصة غير موجودة فيه في الحقيقة، فهذه الأمور تضرّ كثيراً بالإنسان، وتجعل له ذاتاً خياليّة تحول بينه وبين ذاته الحقيقية التي تعيش في داخله، كما يجب أن يتوافر صفاء الذهن، ونقاء السريرة، والبعد قدر المستطاع عن التأثُر بشخصيات الآخرين ومحاولة تقمّص أدواراً لا تتناسب مع طبيعة شخصية الفرد وأن يتحمّل النقد الإيجابي، وأن يتواضع قدر الإمكان حتى يتوصل إلى النتيجة التي يرتضيها ويجب على الإنسان أن يحبّ نفسه وذاته؛ لأنها ذاتٌ مكرَّمة من الله تعالى، سجدت لها الملائكة ، و حمَّلها الله تعالى الأمانة التي ما استطاعت الجبال حملها، فكلما استطاع الإنسان أن يحب ذاته بشكل أكبر، كلما استطاع أن ينظر إليها بموضوعية وحياد فنظرة الآخرين لا يمكن أن تكون عنصراً أساسيّاً في تقييم النفس، ذلك أن حالات الناس تختلف من شخص إلى آخر، ومن هنا فإنّ أي شخص قد يحمل في نفسه شيئاً اتجاه من يقيّمه لن يكون موضوعيّاً في النقد مما سيؤدّي إلى فقدان المقيَّم ثقته بنفسه، لذا فقد وجب على كل شخص أن يقيّم نفسه من نتائج أعماله، ومن آثارها المختلفة سواء عليه أم على غيره، وأن يثق بنفسه، فهذه الثقة هي التي ستجعله يرى عيوبه ومزاياه، مما سيساعده على تنمية المزايا، وعلى التخلص من العيوب التي تعيقه عن الوصول إلى ما يطمح إليه. تطوير الذات وبناء الشخصية هو ببساطة عملية تعلم أشياء جديدة في حياتنا وبناء مهارات جديدة تساعدنا في زيادة فرص النجاح لدينا، وتحقيق أهدافنا وإظهار أحلامنا وتزيد من تحسين حياتنا، ليست فقط المهارات تساعدنا في العمل بس يقصد هنا بمصطلح تطوير الذات تغطية كافة جوانب الحياة، وتكمن أيضا اهمية تطوير الذات وبناء الشخصية في استعادة الثقة بالنفس وقدراتها تجاوز العقبات والتحديات التي تواجهه في حياته العلمية والعملية، ومن نجح في فهم ذاته ومصارحتها نجح في سلوك خطوات تطوير الذات، ومن فشل في ذلك أخفق في تطويره وبنائه لنفسه وعاش على قارعة الطريق يراقب غيره، وإذا أراد النجاة عليه بالبحث عن معرفة أساليب تساعد في تطوير الذات في السعي إلى تحسين القدرات والمؤهلات والإمكانيات الشخصية و مهارات التواصل و التعامل مع الذات وتحسين القدرة ليصبح الشخص أكثر مرونة في مختلف جوانب حياته،فلا يستطيع أحد معرفة نفسه إلا بعد أخذ الوقت الكافي لذلك، وخلال هذه الفترة يجب التحلي بالهدوء، والصبر، ومراقبة الأفكار، والتصرفات الشخصية بصمت، وتجنب الخوف من الصمت، ثمّ تقييمها بشكلٍ صادق تماماً، وبهذه الطريقة يُمكن للشخص التعرف إلى جوانب حياته المختلفة سواء الجيدة، أو السيئة، وسيتمكن من اكتشاف ذاته الحقيقية.