بحلول العام الدراسي 1991/ 1992، أعلنت دار المعلمين أنها خرّجت في ذلك العام الدفعة الأخيرة من المعلمين، لتُنهي عصرها الذهبي في تخريج أجيال من أساتذتنا الكرام، أصحاب الفضل علينا وعلى الناس، ولتبدأ كليات التربية في تخريج دفعات قسم “التعليم الأساسي”، لتحلّ بدلاً من دار المعلمين العريقة. *** مع مطلع التسعينيات، أي عام 1990، انضمت الزميلة كوثر محمد أحمد سالم إلى زميلاتها دفعة الحقبة السابقة، لتصبح من الطاقم التأسيسي بمدرسة العروبة الوليدة وقتها. أما عام 1991 فقد شهد تخرُّج 11 معلماً ومعلمة في دار المعلمين، هم: عبدالعليم محمد عكاشة – عبدالمنعم مصطفى تقي – محروس حسن جبريل – قمر عبدالسميع عبدالله – أحلام محمود أحمد مهران – قاسم محمود أبوالعلا – سحر غلّاب عبدالصادق – رمضان عبدالستار الطويل. واختتمت دار المعلمين خريجيها بالقلمينا عام 1992 بالزملاء أحمد عبدالحميد عبدالواحد – مسعد عطية جندي – إبراهيم محمد علي السمهودي – أنور محمد فاضل. *** وللحقيقة، فإنّه في الوقت الذي أبدع أستاذنا الراحل عبدالرازق عريبي، (يرحمه الله)، في تأسيس “أولى ابتدائي” بمدرستَي “المشتركة”، ثم “السادات”، فإنّ اثنين من تلاميذه هما الزميلان أحلام محمود ومسعد عطية أكملا المسيرة من بعده بكل مهنيّة واقتدار، مع الصف الأول الابتدائي (الذي يُعدّ أهم وأصعب صفّ بالتدريس)، إذ تحمَّلا هذه المسؤولية الكبيرة بحُب وأمانة واجتهاد واضح، فلهما منّا جميعاً كل الشكر والامتنان والتقدير. على التوازي، كان الزميلان أحمد عبدالحميد وعبدالعليم عكاشة – ولا يزالان – يتنافسان إبداعاً ويمارسان جهداً بارزاً مشكوراً في تدريس اللغة العربية للصفين الخامس والسادس، وذلك بمدرستَي السادات والشيخ جاد، على التوالي، ويعلم الله كم كنتُ أستمتع بأداء الزميل أحمد عبدالحميد في الفصل، حينما تزاملنا مرّة أخرى في “السادات” قبل أكثر من عقدين. ومن طريف ما يُذكَر أن عكاشة كان “يتخانق” بمدرسة الشيخ جاد، اعتراضاً على إعطائه “الحصة الأخيرة” بالجدول، في الوقت الذي يظل في الفصل (منهمكاً مع تلاميذه) ساعة وربما أكثر، بعد دقّ جرس نهاية اليوم الدراسي! *** وفي مدرسة العروبة، لفت النظر بجهده في متابعة الأمور الإدارية والمالية للمدرسة لسنوات، فضلا عن تدريسه مادة الرياضيات، الزميل المحترم قاسم محمود أبوالعلا، في حين يلاحظ الجميع بصمات الزميلتين الموقّرتين سحر غلّاب وقمر عبدالسميع، اللتين تبذلان جهوداً مشهودة ومُشرّفة بالمدرسة ذاتها. – وقبل سنوات طويلة اختار الزميل رمضان عبدالستار الاستقرار والعمل في مدينة الغردقة، وله – إضافة إلى التدريس هناك – اهتمامات صحافية وحزبية بارزة. ورغم أن معظم الزملاء حصلوا على التأهيل التربوي، فإن الزميل عبدالمنعم تقي هو الوحيد من دفعته الذي التحق بمجال التوجيه لمادة الدراسات.