الجهل المقدس قراءة في خفايا مستقبل التفاهة.
تناغم الفساد مع التفاهة بشتى أشكالها بذريعة الاستقلالية في الرأي والتصرف اللامسؤول كمرجعية للحريات ذات البعد الانبهاري الذي يساهم في تفاقم مخاطره مجموعة من المؤثرين من صناع المحتويات الرديئة، يعتبر طرحا وجيها بحاجة إلى وقفة تأمل من أجل تقريظ وإطراء الساحة الشبابية العريضة وإعادة بناء تركبتها، خوفا من الضياع على مستوى المستور، وذلك في إطار توجيهات نحو أهداف أكبر، عوض الزحف الخطير صوب صورها المنحطة.
إذ يعزى انتشار مشروع التفاهة كسلوك اجتماعي في صناعة الفراغ إلى جهاز نظامي و استراتيجي يعمل في العمق من منطلق إلهية السوق، حيث يرغب في عملية الربح السريع و تراكم الثروات و انفاقها فيما يجر العالم إلى الهاوية من منظور القيم، الغاية منه توسيع رقعة مساحة التفاهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في صعود أسهم الانحطاط والرداءة والانحلال الأخلاقي في غياب الأهلية و الكفاءة ، حيث تسيدت شريحة كبيرة من التافهين على رأس الهرم.
لذا من المفروض علينا إدانة هذا المشروع الخطير الذي يكلف اكثر ما تكلفة ميزانية التطور العلمي والإقتصادي من اجل النهوض بالأمة العربية.
اذ أصبحت التفاهة سلوكا اجتماعيا وطريقة للتفكير تجمع بين المتعة و السعادة كضدان لا يلتقيان:
لهذا تعتبر المتعة بمثابة غيبوبة سلبية شهوانية عاطفية محدودة الظرفية من حيث الزمان والمكان وكثيرا ما تنتهي بمواقف سلبية مأساوية.
كما أن السعادة لها علاقة بالفكر والذات مع الكون، تنبني على أسس سيكولوجية نفسية شعورية، تجعل من السعادة الممثل الجريء فوق ركح مسرح النسيان تؤكد البعد الجزئي لها كمؤشر للحلم الوهم الصعب المنال.
لذا يعتبر صناع المحتويات الرديئة الساقطة عالم المرح حجة للعطاء في انسجام تام مع التركيبة المعقدة لأساليب التفاهة، الشريك الخفي في تخدير الشعوب و تدميرها و استحمارها بطرق علمية مبتكرة ناجحة، تحظى بالاهتمام البالغ، مدعمة برؤوس أموال خيالية، الغرض منها الإلهاء عن القضايا الآنية الكبرى الاقتصادية منها والسياسية والإجتماعية، كتخطيط استراتيجي في المستقبل من اجل رفع اليد عن العادات والتقاليد والحضارات في تجانسهم مع القيم والأخلاق.
فهل من سبيل إلى الخروج من هذا النفق اللجي قبل أن يحسم التافهون المعركة لصالحهم في ظل التغيير السلوكي الممنهج للسواد الأعظم من الشباب والأطفال في ظل التحولات المفاجئة من عصر للنهضة والتماسك المجتمعي من حيث القيم والمبادئ إلى زمن قد استشرى فيه الفساد المبرمج والاسفاف والابتذال الذي يتزعمه شردمة من الصعاليك بدعم مالي مغري من عدة جهات التي تروج للتفاهة و تساهم في استفحال و تعميم آليات الانحلال الأخلاقي. والدليل على ذلك،
كتاب نهاية العرب
” فصل : (( نهاية العرب ))
مقتبس من كتاب “جيكوب دون” الصهيوني النسخة الرابعة المجلد السابع في مكتبة الكونجرس ٢٠١١م
الذي جاء فيه :
– إن دمرنا عقيدة العرب فقد دمرنا عقيدة المسلمين فهم الأكثر تطبيقا لتعاليم الإسلام الصحيحة.
- يجب أن ندمر النساء في دولتهم ونشجع النسوية والإنحلال.
- يجب ان نبدأ في الهجوم على المشايخ والمساجد و خطب الجمعة لكي ينفر العامة منها و يهجرون المساجد و ينفرون من تعاليم القرآن و يفضلون ثقافتنا على دينهم.
– يجب خلق فجوة بين الوالدين والأبناء لكي يتوقف مفهوم بر الوالدين لديهم ونزرع فيهم حب الذات والمصلحة الفردية فوق المصلحة الأسرية وبذلك ينشأ جيل لايحترم الجيل الذي سبقه ويكون مقدمة لتفكك المجتمع .
– يجب دعم جميع الفتاوى التي فيها إختلاف كبير و تثير الشقاق والفتن .
– يجب أن ندس السم بالعسل لكي يتعود المسلم على أن كل شي مباح والحرام فيه قولين : قول يُبيح و قول يُحرم حتى لا يكون لديهم أي تأنيب للضمير .
– يجب تحفيز الناس على سفر المرأة لوحدها والتأقلم على أن أخلاق الغرب وسلوكه طبيعي وصحيح أما الغريب على البشر هي أخلاق المسلم التي يعمل بها لوحده بين كل الأديان والأجناس والثقافات وبذلك نضمن تبعية النساء والشباب لنا ولحضارتنا المادية المتحررة من أخلاق الإسلام .
– التكنلوجيا والأنترنت هي سلاح العصر ويجب علينا أن نركز في دعم السلبيات التي تزعزع شخصية المسلم و سلوكه و نقلل من الإستخدام الإيجابي منها لكي ندع الجيل الجديد يتيه في المتع والملذات الفارغة على حساب العلم والتقنية ونحتل عقولهم .
– إن خطة تغريب المسلم وإبعاده عن دينه وهويته ينبغي أن تتم بالتدريج وعلى مراحل لكي نوجد أمة تافهة وضائعة بلا هوية ولا تراث ولا تاريخ يسهل انقيادها والسيطرة عليها وإنهاء الصراع معها لصالح الغرب وحضارته المادية اللاتينية وهو أمر حتمي مع الجهود المبذولة من أجل التغلب على إرادة العرب والمسلمين وتجهيلهم عن وحدتهم ورسالتهم وهويتهم العربية والإسلامية .
د.محمد جستي