أصدر الكاتب الصحفى والمستشار الإعلامي د. معتز صلاح الدين رئيس شبكة إعلام المرأة العربية البيان التالى : قال الله تعالى فى محكم كتابه الكريم مخاطبا النبى محمد صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “ وهى ٱية عظيمة تكشف أهمية وعظمة اخلاق الرسول حتى أن الخالق عز وجل يمتدحه فى القرآن الكريم كما تكشف أهمية الأخلاق الحميدة ..وقد بدأ الشاعر احمد شوقى امير الشعراء العرب قصيدته الشهيرة عن الأخلاق بقوله :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ..فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
..وفى اعتقادى أن الأخلاق او المعايير الاخلاقية هى مجموعة من الآداب والقيم والعادات و القواعد التي تعتبر صوابا بين المجتمع وفقا لمرجعية الدين او وفقا لما يتوافق عليه عموم المجتمع ويُعرِف بول وإلدر الأخلاقيات بأنها “مجموعة من المفاهيم والمبادئ التي ترشدنا في تحديد أي السلوكيات الإيجابية والسلبية “ ..ولا شك ان وسائل الإعلام بمفهومها الشامل “صحافة -اذاعة -تلفزيون -مواقع الكترونية -مواقع التواصل الاجتماعى “هى الوسيلة الاولى التى يتم من خلالها عرض مواد تتسق مع الاخلاق او لا تتسق معها ولذلك أرى أهمية عودة دور وسائل الإعلام فى التوعية والتثقيف بقيم الأديان والتقاليد الحميدة وفى دراسة أعدها الدكتور ناجى شنودة والدكتوره أميمة منير جادو الباحثان بالمركز القومى للبحوث التربوية فى مصر اشارت الدراسة الى ان “وسائل الإعلام تؤدي دوراً مهما ومؤثرا في المجتمعات الحديثة بوصفها إحدى وسائل التربية والتنشئة الاجتماعية من جانب وباعتبارها إحدى أدوات التنمية من جانب آخر كما تقوم بدور خطير في تربية وتثقيف أبناء المجتمع عامة ، وهو ما نطلق عليه التربية اللا مدرسية وتكون التربية اللا مدرسية أعمق أثرا في نفوس البشر وتتمثل فى مدرسة الحياة- لذا تقوم وسائل الإعلام بدور خطير في عملية التطبيع الاجتماعي “…. وفى اعتقادى أن مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات التلفزيونية تقوم بهذا الدور سواء إيجابا أو سلبا بشكل أكبر من مثيلاتها من وسائل الإعلام الأخرى – نظرا للإنتشار الواسع والسريع لتلك الوسائل الإعلامية في العصر الحديث،” ويرى ولبور شرام أن ” حوالي (70%) من الصورة التي يرسمها الإنسان لعالمه مستمدة من وسائل الإعلام …..وبالطبع من بينها مواقع التواصل الاجتماعي حيث تقوم هذه الصورة بدور واضح في تشكيل آراء الناس وتكوين اتجاهاتهم ومواقفهم وأنماطهم السلوكية تجاه الأشخاص والموضوعات والأشياء والحياة فالفرد يتعرف على العالم الخارجي ويتعامل مع الواقع الإجتماعي من خلال الصور الذهنية التي تقوم وسائل الإعلام برسمها وترسيخها في ذهنه أثناء تعرضه وتلقيه المواد الإعلامية المختلفة الأمر الذي يساهم إلى حد كبير في تشكيل الاتجاهات النفسية والقيم السلوكية والأفكار وأنماط وأساليب الحياة للفئات الاجتماعية المختلفة ولا سيما القابلة للاستهواء مثل الأطفال والمراهقين والشباب والأميين ونسبة من النساء. لذا أؤكد أهمية استعادة دور وسائل الإعلام فى التوعية والتثقيف الإيجابي -ولقد شهدت بلداننا العربية فى السنوات الأخيرة العديد من الحوادث والتصرفات غير الاخلاقية بل والكارثية سواء فى صورة حوادث مفزعه وغير آدميه من قتل وخطف واغتصاب وزنا محارم وغيرها من الحوادث الدخيلة على مجتمعاتنا العربية……كما شهدت العديد من بلداننا العربية مؤخرا انحدارا وتدهورا اخلاقيا على مستويات عديدة والنماذج كثيرة وكلنا نتابعها ..
ومما سبق اتقدم الى كل المثقفين واصحاب الضمائر الحية والشخصيات القدوة فى عالمنا العربى بإعلان تأسيس مرصد عربى للاخلاق منبثق عن شبكة إعلام المرأة العربية
على أن يكون المرصد معنيا بمتابعة كل التصرفات والأنشطة المجتمعية بموضوعية وبمعايير واضحة على ان يكون اختصاصه ليس فقط رصد التصرفات المرفوضة اخلاقيا ولكن رصد ايضا التصرفات التى تتسق بشكل كبير مع الاخلاق ..على أن يصدر المرصد بيانات اعلامية مواكبة لمثل هذه التصرفات وفى حينه كما سوف يصدر عن المرصد “تقرير ابيض” عن كل الاحداث الأخلاقية التى تتسق مع تعاليم الأديان السماوية ومع القيم والمبادئ الحميدة كما سيصدر عن المرصد أيضا ” تقرير اسود” يرصد كل ما يتعارض مع تعاليم الأديان السماوية والقيم الأخلاقية الحميدة وذلك بصفة دورية ..
واننى من خلال هذا البيان اعلن أننى قد بدأت وعبر شبكة إعلام المرأة العربية التى اتشرف برئاستها فى تلقى طلبات الاشتراك فى هذا المرصد كما اعلن اننى سوف اقوم بتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة المرصد لفترة وجيزة لحين اكتمال تشكيلات المرصد . وقد قررت أن يأتى إعلان تأسيس هذا المرصد من خلال شبكة إعلام المرأة العربية والتى دخلت عامها العاشر باعتبارها صاحبة اختصاص اصيل فى قضايا الأسرة والمرأة العربية كما باعتبارها اكبر منصة إعلامية للمرأة فى العالم العربي وتضم الآلاف من الاعضاء والقيادات فى 20دولة عربية و9دول أوروبية وامريكا وكندا حيث نساء المهجر ..وعلى بركة الله ننطلق فى بدء أنشطة المرصد العربى للأخلاق بدءا من اليوم الأول من أبريل 2024 وفى ظلال شهر رمضان المبارك الذى يعتبر شهر الرحمة والتراحم وشهر الأخلاق الرفيعة والعطاء ومساعدة الغير والتضامن مع المحتاجين وغير ذلك من القيم الأخلاقية الحميدة كما أعلن بدء تلقى طلبات المشاركة في المرصد العربى للأخلاق عبر الواتس 00201000610119 00201123723891 على أن تقوم لجنة مختصة بمراجعة كل الطلبات الواردة والإعلان تباعا عن قرارات تلك اللجنة … وعلى بركة الله نبدأ ولا نعتبر أنفسنا رقباء على المجتمع بل نعتبر أنفسنا جزءا من هذا المجتمع العربى نجتهد فإن أصبنا لنا أجران اجر الاجتهاد واجر الصواب وان اخطأنا فلنا اجر الاجتهاد ……..بسم الله الرحمن الرحيم:
{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم