روبيرتو سوليه الكاتب الفرنسي و مؤلف كتاب (مصر ولع فرنسي) ذكر أن أغلبية الصحف والمجلات الناطقة بالفرنسية والصادرة في مصر كانت تناضل ضد الاحتلال البريطاني لمصر ، لكن هذا لا يعني أنها تؤيد استقلال مصر، إذ يرى الفرنسيون أنه ليست لدي المصريين القدرة على حكم أنفسهم بأنفسهم والدليل على ذلك كما قال اوكتاف بوريلي في جريدة لو بوسفور إجيبسيان :” إن أحمد عرابي رجل دجال يدعو إلى الرثاء وهو دليل على عجز بني جنسه حين يتركون لتدبير شئونهم بأنفسهم.. ولا شك أن هناك مصريون متميزين ومتفوقون إلا أنهم عاجزين عن إدارة شئون المصريين العامة طوعا وبمفردهم.. ولا يمكن لمصر المنبثقة عن العمل الأوروبي منذ نصف قرن أن تستغني عن المساهمة الاوروبيه وخاصه فرنسا! وعلى هذا لا يمكن حل مسألة مصر إلا بالتدويل.
وقد أكد على ذلك الكاتب الفرنسي أرنست رينان حين قال: ” إن مصر ملك للعالم وليس من حقها أن تكون أمه “.. كما تعاطفت الصحافه الفرنسيه مع المصريين وذلك بفضح مساوئ الاحتلال البريطاني في مصر . وتؤكد جريده لو بوسفور بأن المصريون طيبون ومتسامحون .. عقلاء ولكن هذا الإطراء لا يخفى الفكرة المترسخة في أذهان الفرنسيين بأن المصري رجل ضعيف الشخصيه وسلبي .. يخضع بسهوله إلى جميع انواع الهيمنة كما وصف معظم المؤلفين الفرنسيين الشعب المصري بأنه “شعب طفل بصفه دائمه”
في 1894 وصف دليل( لو جيد جان ) السياحى المصريين بقوله:” جوهر الطبع المصري هو الطيبه المتهاونه والميل نحو قبول كل شيئ بلا تذمر.. الرضا بالأمر الواقع مهما كان “، ولم يكن ما قاله الكاتب الفرنسي اوجين فورمنتن عن المصريين يختلف كثيرا حيت وصف المصريين بقوله : ” هذا شعب وديع.. مرح إلى أقصى حد بالرغم من بؤسه ومن خضوعه.. انه يضحك من كل شيئ.. ولا يثور غضبا.. صوته مرتفع.. يصرخ.. كما يكثر من الإشارات والحركات مما يجعلنا نعتقد أنه غاضب في حين أنهم يضحكون “.
فهل حقا نجح الكتاب الفرنسيين في وصف ملامح الشخصية المصرية؟!.