الأمية الكربونية ” بقلم : محمد عتابي “

الأمية الكربونية
بقلم : محمد عتابي

محو الأمية هو مصطلح ورد ذكره على مدى القرن الفائت ومازال، ويُراد به القدرة على القراءة والكتابة،

وتوسع اليوم ليشمل أيضًا القدرة على استخدام اللغات والأرقام والصور والوسائل الأخرى للفهم والتعامل مع الرموز الثقافية الأساسية،

كما توسع مفهومه فى منظمة دول التعاون الاقتصادى والتنمية (OECD) ليشمل مهارات الحصول على المعرفة من خلال التقنية وزيادة المعرفة أو الفهم حول القضايا المهمة، وهذا يتطلب التعليم وبناء الوعى وتوفير المعلومات القابلة للوصول لتمكين الأفراد بالمعرفة الدقيقة وتعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة

الأمية الكربونية أو Carbon Literacy، التى صارت لها برامج متنوعة على مستوى دول العالم المتقدم، وتركز بشكل خاص على فهم ومعالجة انبعاثات الكربون وتأثيرها على تغير المناخ،

وللمعرفة والوعى بالأثر الكربونى، وغازات الاحتباس الحرارى، واستهلاك الطاقة، حيث باتت تمثل ثقافة بعينها انتشرت فى
أنحاء العالم.

عندما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمصر 2050 للتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وأُعلنت قبيل مؤتمر المناخ كوب-27، 2022، أدركت مصر أهمية التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى،

والاستثمار فى البحث والتطوير للتقنيات المبتكرة للحصول على الموارد الوفيرة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى البلاد، والحفاظ على المياه، وأنظمة إدارة النفايات الفعالة،

وشملت أيضًا دمج الاعتبارات المناخية فى التخطيط الحضرى وتطوير البنية التحتية، وإنشاء مدن أكثر استدامة. وبهذا فقد أظهرت مصر التزامًا قويًّا تجاه مستقبل أكثر خضرة مع ضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية لشعبها.

ولأن الجامعة تلعب دورًا حاسمًا فى زيادة الوعى بين الطلاب حول أسباب وعواقب تغير المناخ بدمج التثقيف بشأن تغير المناخ فى المناهج الدراسية، وتزويد الطلاب بالمعرفة والفهم اللازمين لاتخاذ قرارات مستنيرة والتصرف بحكمة وبغرض تعزيز الممارسات المستدامة داخل دورة حياتها

مثل تنفيذ تدابير موفرة للطاقة، وتقليل النفايات، وتشجيع طرق النقل البديلة، كل ذلك يلهم الطلاب تبنى سلوكيات صديقة للبيئة فى حياتهم الشخصية، فالنظرية الأساسية للثقافة منخفضة الكربون فى الحرم الجامعى

تعنى انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى (ثانى أكسيد الكربون) وخفض استهلاك الطاقة والتلوث. والدعوة إلى التدريس اللاورقى فى الحرم الجامعى وتقليل استخدام الكتب الورقية

فى التدريس وزيادة كثافة التدريس الإلكترونى لحماية البيئة، والتحول الرقمى لتحسين كفاءة الإدارة وتوفير التكلفة، وبناء ثقافة منخفضة الكربون