متابعة / محمد مختار السبت 17/فبراير تساءل الكاتب جيمس زغبي، في مقال نُشر بصحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، عما سيحدث في اليوم التالي بعد الانتهاء من الحرب في غزة، وما يتعين على الولايات المتحدة طرحه على الاحتلال الإسرائيلي. وأشار “زغبي” في مقاله، إلى أنه بعد مرور أشهر على العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، هناك تصورات بأن صناع السياسة الأمريكيين قد تعلموا بعض الدروس، لكن من الواضح أن مناقشاتهم حول ما يحدث في فلسطين لا يزال في نفس الإطار الممل. ولفت إلى أنه على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية بأن سلوكيات إسرائيل تثبت قضية “معقولة” للإبادة الجماعية؛ فإن هذه الكلمة مفقودة من الخطاب، وعند عرض أعداد القتلى، ومن يواجهون المجاعة، والأدلة الواضحة على الدمار الشامل للبنية التحتية في غزة، فإن العديد من صانعي السياسات غالبًا ما يحولون النقاش إلى ما أسموه باستخدام “حماس” المدنيين كدروع بشرية. وذهب إلى أن رجال السياسة في الولايات المتحدة، يسعون لإعفاء واشنطن من أي مسئولية عن الوفيات، ويصرون على أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته يواصلون حث إسرائيل على اتخاذ تدابير لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين، ويتجاهلون حقيقة أن تل أبيب لا تولي اهتمامًا كبيرًا لحث الولايات المتحدة، كما أن واشنطن تستمر في الوقت نفسه إمداد الاحتلال بالذخائر الفتاكة وعرقلة الجهود الدولية لوقف إطلاق النار. وقال إن ما يثير الإحباط في نفس التوقيت هو إصرار الولايات المتحدة على الوقوف وراء الجهود الرامية لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وترفض أيضًا تحميل إسرائيل المسئولية عن حقيقة أن نظام التفتيش والقصف المستمر في جنوب غزة يعيقان إيصال الإمدادات إلى المحتاجين، بالإضافة إلى أن القرار الأمريكي الأخير بحجب الأموال عن الأونروا – الوكالة الوحيدة التي لديها القدرة على تقديم المساعدات – يسخر من التزام أمريكا بتقديم المساعدات الإنسانية.وأضاف أن الولايات المتحدة نادرًا ما تلقي اللوم على إسرائيل، وتدين حماس بشكل دائم، وتشدد على أنها تبذل ما في وسعها لتخفيف آلام المدنيين، أما بالنسبة لقرار قطع المساعدات عن الأونروا؛ فإن ذلك لا يعتبر عقابا جماعيا. ولفت إلى أنه بعد تجاهل حقيقة أن الغارات الإسرائيلية على المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية؛ أسفرت عن مقتل مئات الفلسطينيين منذ أحداث 7 أكتوبر، وأن 500 هجوم من المستوطنين على الفلسطينيين في منازلهم أو سياراتهم أو حقولهم أسفرت عن مقتل ثمانية وتدمير الآلاف من أشجار الزيتون، قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات من خلال فرض عقوبات على 4 مستوطنين، وقد وصف بعض النقاد ذلك بأنه “غير مسبوق” و“دراماتيكي”. وأشار إلى أنه ما لم تتم مناقشته هو المشاكل الجذرية مع الاحتلال الإسرائيلي، والمشروع الاستيطاني المتوسع باستمرار، والنظام الشبيه بالفصل العنصري الذي يخلق الإفلات من العقاب لكل من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، لافتًا إلى أن ما يثير القلق بنفس القدر المناقشات حول “اليوم التالي” لانتهاء الحرب على غزة، الذي يكتسب زخما في وسائل الإعلام والدوائر السياسية في الولايات المتحدة.وتساءلت عن اليوم التالي لـ 2.2 مليون شخص في غزة، هل من المفترض أن ينسوا عشرات الآلاف من الشهداء، أو منازلهم التي تحولت لأنقاض، أين سيعيشون، وماذا عن صدمة مئات الآلاف من الأطفال، وعشرات الآلاف الذين قد يفقدون حياتهم في الأشهر المقبلة بسبب المرض أو الجوع، في حين أن واشنطن لم تقدم بعد خطتها فقد قدم المسئولون تلميحات عن تفكيرهم فيما سيحدث.وقال إن حجر الزاوية في اليوم التالي من الحرب ليس أكثر من طريق لدولة فلسطينية في نهاية المطاف، وفي هذا المسار يقع العبء على الفلسطينيين لإنشاء دولتهم في الوقت الذي يستمر الاحتلال من فرض قيوده بكل الأشكال. ونوه بأن ما يفكر فيه الأمريكيون والإسرائيليون لما بعد الحرب؛ لا يختلف كثيرًا عما اقترحه الرئيس الأمريكي في 2002، جورج بوش، الذي أكد أنه طالما أن الفلسطينيين ليسوا أحرارا في تنمية اقتصادهم وحماية أرضهم وشعبهم من استحواذ إسرائيل وقمعها، فلن تتمكن الدولة الفلسطينية من الظهور.وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرًا أن غالبية الإسرائيليين سيرفضون إقامة دولة فلسطينية حتى لو كان ذلك مصحوبا باعتراف من المملكة العربية السعودية وضمانات أمنية، ورأت الصحيفة أن أي حكومة إسرائيلية مستقبلية ستكون خائفة من الانسحاب من الأراضي المحتلة بسبب ردود الأفعال الشعبية السلبية.ويرى جيمس زغبي في نهاية مقاله، أن الهجوم الإسرائيلي والنقاش الأمريكي المنفصل عن الواقع؛ لن يفضي إلى حل إلا بعد تحرير الأمريكيين أنفسهم من الآراء الحالية التي قادتهم لطريق مسدود.