نشأت الطفلة أماني، المولودة عام 1984، في كنف أسرة طيبة بمدينة قوص جنوبي محافظة قنا. ورغم أن علامات الذكاء كانت بادية عليها منذ صغرها؛ فإنّ والدها لم يكن راغباً أصلاً في “عَلام البنات”! كبرت الطفلة “الشاطرة”، وبدا نبوغها واضحاً، وعلى أعتاب “الثانوية” حصلت على الدرجة النهائية في مادة الكيمياء، فحلمت (الفتاة) بأن تدخل كلية الصيدلة، وتصبح “الدكتورة أماني” بالبالطو الأبيض! لكنّ القدر كانت له ترتيبات أخرى، إذ لم توفّق في الحصول على مجموع “الصيدلة”، فرأت “تغيير المسار” تماماً متجهةً إلى كلية الآداب، لا سيما أنها تعشق اللغة العربية، وتحبُّ الشِّعر والأدب، ولكن هيهات، وهي “علمي علوم”! فاتجهت – مستسلمةً – إلى كلية التربية بقنا، لتدرس أحد فروع مادة العلوم التي كانت متميزةً بها. في عام 2005 تخرّجت “الأستاذة”، فعُينت مدرّسة علوم في مدينتها، وقبل سنوات ذاع صيتها كناشطة على “فيسبوك” بكتابات وأطروحات لافتة، تنمّ عن فكرٍ راقٍ، وثقافة رفيعة، وأدب جمّ، ولغة مدهشة في السرد وتناول الأحداث. ورغم أعباء التدريس ومشاغله و(مشاكله)، لم تنسَ (الأستاذة) حلمها القديم بأن تصبح “دكتورة”، ولكن في مجال آخر! فالتحقت المعلمة/ الكاتبة/ المثقفة بـ “الدراسات العليا” في كلية التربية، وقاومت كل المثبّطات والمحبطات – وما أكثرها في أيامنا – حتى جاء يوم الخميس 8 الجاري، الذي حددته الكلية موعداً لمناقشة رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة أماني أحمد شمروخ عبدالله، في الصحة النفسية، لتقرر “اللجنة” منحها “الدرجة الرفيعة” بتقدير امتياز، مع التوصية بالتبادل مع الجامعات. ومن الطريف أن المشرف على الرسالة كان زميل دراستي، الصديق المحترم د. خالد سعد القاضي، أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بالكلية. ندعو الله أن يوفّق الزميلة د. أماني ويحقق لها كل الـ “أماني”… وعقبال الدكتوراه يا دكتورة!
(الصورة: د. خالد سعد القاضي متوسطاً لجنة المناقشة… وفي الإطار الباحثة أماني شمروخ)