من المدهش أنّني لم ألتقه ربما منذ سنوات بعيدة، لكنّ سيرته الطيبة وما يُحكَى عنه من جانب أصدقائه وزملاء دراسته وحتى مرضاه، يجعلك تحملُ له قدراً كبيراً من المحبّة والاحترام، فالرجل الذي تحمّل أعباء منصب وكيل وزارة الصحة في 5 محافظات، يُعتبر رمزاً جليّاً للتواضع والشهامة وعِزّة النفس، وحُبّ الخير لكل الناس. وصفه أحد أصدقائه بأنه “لمّاحٌ وذكي، وخفيف الظل، ومنذ صغره كان متميزاً بيننا، والكلّ يحبُّ أن يلتفّوا حوله”. *** وُلد د. ممدوح عبدالموجود حسن وشاحي، (وشهرته ممدوح وشاحي)، بناحية السنابسة في 8 أغسطس 1965، وتلقّى تعليمه الأوّلي بمدرسة الوقف الابتدائية المشتركة، الذي فقد خلاله والده الراحل وهو بالصف الخامس، فتولّى شقيقه الأكبر م. محمد (مدير عام الزراعة بقنا سابقاً)؛ تربيته، و”غرس فيه وإخوته صفات الصدق والأمانة والثقة بالنفس وطهارة اليد”. حصل د. ممدوح عام 1989 على بكالوريوس الطب من جامعة أسيوط، وأردفه بدبلوم الأمراض الجلدية من أسيوط أيضاً. بعد مرور سنوات قليلة من تخرّجه، عمل نائباً لمدير مستشفى الوقف، ثم مديراً لعيادة الوقف الشاملة للتأمين الصحى، ومنها مديراً لإدارة الوقف الصحية، فمديراً لمستشفى الوقف المركزي. *** حبا الله د. ممدوح بـ “كاريزما” خاصة في القيادة والريادة، ويُضرب به المثل في الانضباط الشديد والالتزام في العمل، واحترام المواعيد، وهو ما أكسبه ثقة مسؤولي وزارة الصحة، فأصبح في سِنّ مبكرة وكيلاً للوزارة، ومارَسَ مهام المنصب في 5 محافظات؛ هي أسيوط، وقنا، والبحر الأحمر، والأقصر، وأسوان، ثم أصبح مدير فرع جنوب الصعيد للتأمين الصحى، فمديراً عاماً لهيئة الرقابة والاعتماد فرع الأقصر حالياً. لكنّه يرى أن أكثر وظيفة كان سعيداً بها – رغم أنها لم تكن “أساسية” في سُلّم حياته الوظيفي، إذ كانت بجانب العمل – هي وظيفة مقيم ومراجع ومدرّب جودة الخدمات الصحية بوزارة الصحة. *** تأثر د. ممدوح برمز ناحية السنابسة الراحل د. عبدالرازق السنبسي (يرحمه الله)، الذي يرى أنه “وضع اللبنة الأساسية في مقومات العمل الإداري”، كما يرى في د. ممدوح أبوالقاسم (وكيل وزارة الصحة السابق) “الأخ والسّند والقدوة، وأبرز وأعظم من أنجبت الوقف في الإدارة”. يهوى د. ممدوح كرة القدم، وظل لفترة طويلة يمارس اللعبة مع أصدقائه ومجايليه، ومن زملاء دربه حتى “الثانوية”، (على سبيل المثال لا الحصر): د. مصطفى إمام، م. صالح محمود جاد، د. رمضان عبدالنعيم، د. جمال عويس، د. عبداللاه سيد، م. خالد يوسف، م. مصطفى عسران، م. ثروت النحاس، والأساتذة باهي عبدالغفور، وخليفة صالح، وعاطف أبوبكر، وأكرم حمد. تتلمذ خلال مراحل حياته الدراسية على يد ثُلّة من جيل الأساتذة العظماء، (رحم الله من غادرنا منهم، وبارك في عمر الباقين)، ومنهم الأساتذة صلاح حسن، معتوق، عبدالعاطي حفني، أبوالسعود، شابون، حمد عثمان، نبيل أحمد حسن، محمد عبدالراضي، إبراهيم عبدالرحمن، حسن الكاشف، محمد حسن نقل، خلف الله مرزوق، وجمال حداد. وبـ “الثانوية” ناجي فؤاد، عبدالعزيز عثمان، مصطفى الدسوقي، محمد زيدان، إبراهيم زكي، سيد بهيج، الشيخ إسماعيل الأزهري، وعبدالعليم الزير. *** يقول د. ممدوح إنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لتمنّى أن يكون مهندس كمبيوتر برمجة وحاسبات، وينصح الشباب بالالتزام بمنهج الله والثقة به وبأنفسهم، و”لا بُدّ أن يكون للشاب هدف واضح وطموح مشروع يُصرّ على تحقيقه”. ورغم أعباء المنصب وضيق الوقت المتاح للوفاء بالالتزامات الاجتماعية، فإن د. ممدوح يتواصل مع أصدقائه ويصل رحمه، ولا تفوته المشاركة في المناسبات الاجتماعية في البلد، قدْر المستطاع. أكرم الله (معالي الوكيل) بثلاثة من الأبناء: محمد (قبطان بحري)، وعصماء (مدرسة لغة إنجليزية)، وحسناء (مهندسة مدنية)، حفظهم الله جميعاً وبارك فيهم وفي والديهم الكريمين، وأسعدهما بهم.