كتب/ أيمن بحر
فى سياق السعى لمواجهة مشكلة الاكتظاظ السكانى الخانقة فى العراق وزيادة الضغط على المدن الكبرى وخاصة العاصمة بغداد، أطلق رئيس الوزراء العراقى محمد شياع السودانى العمل فى مشروع مدينة الجواهرى السكنية الجديدة فى قضاء أبو غريب، غرب بغداد فى إطار مشاريع المدن الجديدة التى تم الإعلان عنها لمعالجة أزمة السكن.
المدينة التى هى باكورة الخطة أطلق عليها إسم الشاعر العراقى المعروف محمد مهدى الجواهرى الذى رحل فى 27 يوليو عام 1997 والتى شارك عدد من أفراد عائلته فى مراسيم إطلاقها.
وهو ما لقى أصداء ترحيب واسعة فى الأوساط الثقافية التى اعتبرت هذا الإعلان بمثابة تكريم لمختلف الشعراء والمثقفين العراقيين.
وأكد محمد شياع السودانى خلال المراسيم أن مدينة الجواهرى تعد الأولى من نوعها بهذا الحجم مبينا أن جزءا مهما منها سيعتمد على الطاقة البديلة. مشيرا إلى أن مشكلة السكن مزمنة فى الدولة العراقية وتتزايد بشكل كبير بسبب نسبة النمو.
وأكد على أن الحكومة شخصت الخلل فى أزمة السكن، وأعدت خططا مدروسة لمعالجتها انطوت على تشييد مدن سكنية متكاملة وليست مجمعات واختيار مواقع لها على أطراف بغداد والمحافظات بعيدا عن مناطق الاكتظاظ.
كاشفا عن أن الحكومة أعلنت عن 5 مدن سكنية كمرحلة أولى تشيد فى العاصمة بغداد وبابل وكربلاء ونينوى والأنبار، ولاحقا سيتم الإعلان عن 10 مدن سكنية جديدة فى محافظات أخرى وأن الهدف هو الوصول إلى 250- 300 ألف وحدة سكنية تستهدف من خلالها الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
كاشفا أن مدينة الجواهرى تتميز بأنها راعت شروط البيئة وتحتوى على مدارس وجامعات ومراكز تجارية
وتبلغ المساحة الكلية لمشروع مدينة الجواهرى الجديدة 7121 دونما وتشتمل على 30 ألف وحدة سكنية متنوعة، و 10 آلاف قطعة أرض سكنية مخدومة وجامعات ومراكز تجارية ونحو 70 مدرسة وستحظى بجميع المرافق الخدمية الأخرى ومراكز النشاط الحضرى فى إطار تصميم مدينة ذكية تراعى معايير البيئة والحداثة وتقديم الخدمات بالنظم الإلكترونية.
يقول المتحدث الرسمى باسم وزارة الثقافة العراقية الدكتور أحمد العلياوى: مدينة الجواهرى خطوة أساسية ولا شك فى حل مسألة الإسكان لكن إطلاق إسم شاعر العرب الأكبر على هذه المدينة كان لافتا وينطوى على دلالات تنم عن الحرص على تخليد ذكرى الرموز والقامات الثقافية والعلمية والوطنية الكبرى من شعراء وعلماء وفنانين وكتاب وغيرهم من مبدعين وتزخيم الحياة الثقافية.
لا شك أن هذه مبادرة مهمة من الحكومة العراقية كونها تعبر عن الاهتمام بتنمية الثقافة وتكريس حضورها في الفضاء الحياتي اليومى العام، وأهميتها تكمن فى أن هذه المدينة الكبيرة تعريفها وعنوانها هو الجواهرى.
سينعكس هذا الأمر على زيادة الوعى المجتمعى وخاصة بين الأجيال الشابة والجديدة بالرموز الثقافية لبلادهم وتعريفا بما قدموه من خدمات وإبداعات جليلة ساهمت فى إثراء الثقافة العراقية والعربية عامة، حيث أن كل من يسكن فى المدينة سيكون مرتبطا باسم الجواهرى.
نحن كوزارة سنعمل على تنمية الحراك الثقافى فى هذه المدينة الكبيرة التى تحمل اسم رمز وطني وثقافى نعتز به.