إن البعد الأخلاقي من منظور منهجية البحث العلمي يؤكد جزما مجموعة من الخروقات والمتناقضات التي تشوب المصادر التاريخية بما فيها التزوير والافتراء و توثيق الأساطير وطمس الحقائق نتيجة عدة أسباب إيديولوجية تحول بين المصداقية والأهلية في سرد الأحداث. في عصرنا الحالي ونحن نسعى بجدية وراء حقيقة المعلومة، نستقبل مجموعة من الأخبار من مختلف القنوات الرسمية والمواقع الاخبارية والالكترونية ذات فحوى لا يحمل طابع المهنية أو التنسيق أو الحقيقة لأن جوهر مصادرها لا يخلوا من متناقضات وإختلالات لا تمت إلى المنطق أوالمصداقية بأية صلة، جلها صناعة لأحداث وهمية و مؤثرة يتم تركيبها على برامج الذكاء الاصطناعي من أجل توثيقها كمرجع ستصطدم به الأجيال القادمة كوقائع حقيقية وهي ليست كذلك!!!؟؟؟. إذ أن أغلب القراءات التاريخية هي مجرد افتراءات استقصائية موثقة اتفقت عليها الأغلبية، لا تنبني على حقائق ثابتة تؤكد لنا مجريات الأحداث بمصداقية من حيث البحث والدراسة، ما يلاحظ من خلال هذه المقومات الباطلة، هو الزج بأوراق الرحلة التاريخية الأصعب نحو المستقبل المجهول من خلال المنحى الإيديولوجي الذي يمزج بين التعثر والاقصاء بشكل كبير في دمج وتدقيق هاته المعطيات بمحاباة المؤرخين بما فيهم المستشرقين. لأن البعد الفكري هو الوسيلة والبديل الأسمى للصيغة المحورية المنبثقة من القيم كمعطى أولي من أجل ضخ مبادئ الإلتزام التام المفوض، الغاية منه بناء الأسس المتينة للإجراءات الأولية من غرض الإرتقاء بمشروع إعادة النظر في الروايات والأساطير والمصادر التاريخية الاخرى الموضوعة منها و الكاذبة بكل جرأة و مسؤولية. لأن التاريخ يعتبر جزءا من انتكاسة الصدام الاجتماعي والأخلاقي والحضاري في إطار التحالف و التفاوت الملموس بين الدول العظمى، المستفيدة الرئيسة من جرد هاته المعطيات الزائفة كآلية ناجعة في تضليل شعوب الدول المتخلفة و توظيف الخطاب الإستقصائي من أجل خلق البلبلة وشرارة النزعة العرقية والقبلية والمذهبية و ضرب المصالح الإستراتيجية كجزء من اللعبة السياسية الممنهجة التي ترجح كفة التبعية الإقتصادية ونهب الثروات. هكذا يصبح تأطير الأزمات مستحيلا في جو التوتر، لأن الغرض من هذا الأخير هو الإحتقان المجتمعي و زعزعة الاستقرار سواء بالتهديد أو الاستسلام تحت سهام الفوضى المنظمة العارمة من أجل تجديد أرصدة الفارس بلا جواد كمرحلة انتقالية تعيد نفسها بسلبياتها بعيدة عن تحديات العصر وغير متصلة بالأصل.