من الواضح أن التعقيد البالغ أمام السرعة في تطور الأحداث العالمية، في إشارة إلى الضغط الذي يعيشه السواد الأعظم من سكان الكرة الأرضية من منطلق تخريب الشعوب وتفكيك المجتمعات، استنادا إلى إجراءات تقييد محددات المعرفة من مبدئ التضييق على حرية الرأي و تكرار الوقائع الفظيعة والتجارب الأليمة. إذ لا تعتقد ولا تؤمن أيها الإنسان أن الزوابع التي تعترضك تتربص بك لتربك مسارك الصحيح، بل اعتراضها لك في أغلب الأحوال يوثق تنظيف وتعبيد الطريق أمامك من أجل الإرتقاء بمشروع اهتماماتك الإيجابية في الحياة. فما وراء الستار هي لعنة مزدوجة في نداء إلى الموت من أجل الحياة الأبدية. لقد أصبح العالم في دوامة من أمره أمام الفساد والإجرام اللذان استشرت معالمهما واستفحلت بين الشعوب. إذ لا علاقة لنا بنواياهم الحسنة كما يزعمون إذا تلطخت أياديهم المتسخة بدماء الأبرياء نتيجة معاملاتهم السيئة و الدنيئة، التي تؤكد مدى الحقد والكراهية التي تملأ قلوبهم الجبانة كدليل على تصرفاتهم المنبوذة من شعوب العالم، فما يقومون به يحمل دلالات عميقة تثمن استبعادهم التام عن المجتمعات المتحضرة أخلاقيا وانسانية. أفسدوا العالم بمخططاتهم المشبوهة باستعمال الأسلحة الإقتصادية والاجتماعية الأكثر فتكا، متمثلة في: – إغراق الحكومات بالقروض الهدف منها فرض الاملاءات الخارجية التي تسعى إلى التضييق على سيرورة العيش الكريم وابتلاء الشعوب بجميع أنواع الربا. – إفساد منظومة التعليم المتجسد في تغيير المناهج التربوية والدراسية واحتقار الأستاذ وتهميشه، إذ تطاولت السياسات الملوثة الفاشلة على أن تصنف منظومة التعليم بالدول المتخلفة كقطاع غير نافع لأنه لا ينتج إلا الكفاءات الحقيقية المتألقة المبدعة التي تشكل خطرا على استمرار الجهلاء في مراكز القرار. – إفساد منظومة الصحة غايتها خلق فجوة كبيرة بين المرضى في الولوج الى المستشفيات العمومية التي تفتقر الى أبسط المعدات الطبية و الموارد البشرية والأدوية والعناية. – تسييس مجال الأوقاف والشؤون الإسلامية كجزء من اللعبة التي تمثل قمة الفساد، لأن المنهج الإلهي و الرسالة النبوية لا يتماشيا و الإنحلال الأخلاقي والعقائدي الذي يفرضه الغرب على الدول الإسلامية. – خلق الأزمات : – المالية منها التي تتمثل في(غلاء المعيش، سحق الطبقة المتوسطة والفقيرة، )، – الحروب: (قتل الأبرياء وزرع الفتن) – الأوبئة: (تخصيب فيروسات قاتلة ونشرها في أوساط الشعوب المتخلفة )، – المناخية: ( الحرق المتعمد للغابات ،تلوث الغلاف الجوي والبحار والمحيطات بنفايات المفاعلات النووية و سموم المعامل الكبرى …..) – اختراع وبيع الأدوية واللقاحات القاتلة:( المساهمة في الموت البطيء) و كذا الأسمدة المسرطنة (الغرض منها تقليص النمو السكاني). حاصرونا ولم يسمحوا لنا بالإقلاع الحقيقي والتمسك بهويتنا العربية والإسلامية، فضلوا الإستثمار في ضرب حضارة شعوبنا وإقصاء مفكرينا كخطوة أولى للإسهام في انجاح الورش الحاسم الذي يمثل القطيعة بين القيم الأخلاقية تثمينا للفساد بإسم الحريات الفردية و حقوق الإنسان. في ضوء هذه الإشارة المقتضبة و من أجل رفع اللبس عن التقاعس من قبل مدبري الشأن العام عن تجربة الإلتزام التام والمفوض من طرف الشعوب انطلاقا من التوجهات الخاطئة في طمس الهوية العربية. إنها قراءة لها أهمية كبيرة في مراجعة الذات في إطار التصورات الإستراتيجية المستقبلية. د.محمد جستي