كتبت هويدا عوض احمد أنتهت الهدنه وعادت الحرب نبأ قصير ولكنه يحمل معه الموت والدمار في اليوم السابع والخمسين في الحرب علي غزه . استانفت إسرائيل عملياتها العسكريه بعد هدنه استمرت اسبوعا دون اي انباء عن تمديدها اثر أنتهائها شنت طائرات الجيش الاسرائيلي المقاتله غارات مكثفه علي أنحاء مختلفه من بقاع غزه مخلفة عشرات الضحايا من الشهداء والجرحي وآلاف القلوب المنكسرة . لم تدفع اعادة النظر في الحرب وجاء التصرف البربرى ضد الشعب الفلسطيني لا بل قررت المضي في مشروع الموت بالضوء الاخضر الامريكي والدعم اللا محدود الغربي ولكن في المقابل ان المقاومة الفلسطينية لديها ما يمرغ انف اسرائيل في التراب وداعميها كما فعلت في السابع من اكتوبر في عملية طوفان الأقصي . اكدت حركة حماس وحملت الاحتلال مسئؤلية الحرب بعد رفضه التعاطي مع كل العروض للافراج عن محتجزيين اخرين مؤكدا ان المقاومة الباسلة وعلي رأسها كتائب القسام قادرة علي إفشال العدوان في كل المحاور قرابة شهرين من الحرب لم يطفيء العدوان الانتقامي فيها غضب اسرائيل من القطاع المحاصر . بالرغم من كل الضحايا والدمار والأصوات المناهضه في العالم كله . ويبدو ان جنون العدو الهمجي سيستمر لفترة اخرى وقد يكون في نهاية المطاف سببا في هلاكه. علي الجهة الاخرى مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حمل المقاومة الفلسطينيه مسئولية العودة الي القتال وامر بقطع الإتصال بحماس ومع الوسطاء ايضا غير ان حركة حماس تأكد ان العدو رفض التعامل مع عروضهم لأن لديه قرارا مسبقا في الحرب علي القطاع . فصائل المقاومة التي اعلنت قصف تل أبيب ومدن في العمق الإسرائيلي ردا علي الهجمات الإسرائيليه الدامية حملت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية مسئؤلية ما آلت اليه الامور من نعثر بالمقابل . من جهة اخرى القت واشنطن باللوم علي حركة حماس بعد أنتهاء الهدنه وقالت انه مع ذلك ستواصل واشنطن جهودها بالشراكة مع مصر وقطر بإستئناف الهدنه . ان أستئناف الحرب ما هو إلا محاولة من حكومة نتنياهو من التهرب من مواجهة إتهامات لها بالإخفاء بتحقيق اهداف عسكريه محدده وهي الخلاص من حماس والترصد للمدنيين العزل . معني ذلك ان التفاوض بشان الاسرى سيظل تحت أطلاق النار اذا الحرب اصبحت مرحلتين للآن .. مرحلة ماقبل الهدنه ودخلنا المرحلة الثانيه بعد الهدنه عندما نقترب من الاحداث لنضع تصورات لسيناريوهات قادمة للبناء عليها مما تقدم من اهوال الاحداث نستشف ان الجزء الثاني من الحرب هو الاقسي والاطول علي طرفي الصراع بيساطة لأن العدو عجز عن تحقيق اهداف المرحلة الاولي وهي القضاء علي المقاومة . 25 يوم الي الآن قاتل العدو برا ولم يحصل علي اية نتيجه ولم يستطع الدخول لعمق مدينه غزه هو ركز علي الجنوب والشمال ولم يحصل علي رهائن من حماس وانما كلهم مدنيين عزل هو فقط يقدم مزيد من جرائم الحرب ضد الانسانية . وزير الدفاع تحدث عن شهرين ولكن حليفه الامريكي يلوح ان العرب لن يتركوا الامر يطول . الأطار الزمني الفضفاض الذي تبثه ادارة الكيان الصهيوني ماهو ألا لجبر المقاومة وإيلامها وجبرها علي التفاوض تحت القصف. ولان مستقبل نتنياهو السياسي مرهون بكل تلك العمليه وبقاؤه في الحكم ليس عامل هامشي ابدا وإنما له حسابات عند حكومته اليمينيه ويحاولوا معه لأطالة هذه الحرب لتحقيق اي إنجاز عسكرى يأتي به ليقدمه للمجتمع الأسرائيلي وبذلك يطيل مدة حكومته وكل المؤيدين له في الحكومه يطالبوا باستمرار الحرب والقتال تأييدا له. وهو بدوره قطع الهدنه ليرسل رسالة واحدة انه غير مهزوم وانه سيواصل الحرب مادام اليمين يؤيده . وان تلك الهدنه فقط لأعادة الاسرى الاسرائيلين كخطاب للداخل الاسرائيلي . واشنطن نصحت نصح واهي بتجنب الخسائر البشرية اذا ما عادت للقتال فأذا باول يوم اكثر من مائة شهيد انها حرب إبادة شعب لتحول غزه لمستوطنه يهوديه وميناء بحرى لخط الحرير الجديد بعد استخراج الغاز من البحر المتوسط . رئيس امريكا ورئيس خارجيتها يعطي الضوء الاخضر لاسرائيل بالمضي قدما بالحرب واطلقوا علي الحرب انها عمليه جراحيه لأستئصال حماس وصمتت تماما عن الأبادة الجماعيه التي تحدث في غزه وبذلك فهي توافق علي العقاب الجماعي لغزه المحاصره بالاساس . يتجه فكر العدو الان الي ضرورة الاغتيالات النوعيه بقتل يحيا سنوار. ومحمد ضيف ومروان عيسي .اعتقادا منهم ان بذلك قضوا علي دينمو حماس وحققوا انتصارا عليها تفكير قبلي أنتقامي وليس حل سياسي واسع المدي يشير ذلك لحالة تخبط شديد . وهذا الخيار الاخير لانها عمليا لم تستطع القضاء علي حماس . في النهاية لا يوجد خيار لدي المقاومة سوي الاستمرار في القتال واستخدام الذراع الطويل من المدافع لدك المدن الاسرائيليه والضغط علي المجتمع الاسرائيلي لوقف اطلاق النار علي غزه والجلوس للمفاوضات لوقف اطلاق النار وليس للهدنه. الغريب ان بايدن يغامر بخسارة الانتخابات القادمه وسيواجه في واشنطن وفي تل ابيب رفضا لدعمه للموت واستمرار الحرب فقط من اجل حليفه . بدات تظهر الخطة بوضوح انهم يقومون بحجز وتهجهير قصرى من اتجاه البحر لاوروبا او لوضع حاجز في اقصي الجنوب واخر في اقصي الشمال وحصر مراكز الأيواء في تلك المنطقه ترى كيف تسير المفاوضات المصريه القطريه الامريكيه الاسرائيليه في ظل الضرب المستمر .. وكيف تتعامل الحكومه الاسرائيله مع مظاهرات مجتمعهم للاقراج عن بقيه السجناء . وكيف لذاك المجتمع يواجه الحزب اليميني الذي يملك اتخاذ القرار باستمرار الحرب.. وهل تخفيف الكثافه السكانيه في غزه بالقتل والتهجير والحصار والتجويع في ظل ركود عربي غير مبررر. وتظل مصر الشقيقه الكبرى التي تحمل علي عاتقها الصراع العربي الاسرائيلي بكل ما أوتيت من قوة .