سرعان ما تحركت حكومة بايدن للتأكيد على مساندة تل أبيب سرعان ما تحركت حكومة بايدن للتأكيد على مساندة تل أبيب أثار تصاعد الصراع الراهن بين حماس وإسرائيل العديد من التساؤلات بشأن سياسات الإدارة الأميركية فى الشرق الأوسط.
وسرعان ما تحركت حكومة الرئيس الأميركى جو بايدن للتأكيد على مساندة تل أبيب فى أزمتها الراهنة إذ اتخذت العديد من الخطوات على المستويات العسكرية والسياسية للتأكيد على ذلك لعل أبرزها زيارة وزيرى الخارجية أنتونى بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى إسرائيل مع تزويد الجيش بأسلحة وفرق عمليات خاصة.
ويعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن واشنطن تجاهلت لسنوات التغيرات الجيوسياسية فى الشرق الأوسط والصراعات المتصاعدة فى الإقليم مع تقليص حضورها العسكرى منذ العام 2022 مع الانتقال إلى شرق آسيا لاحتواء الصين مع مواجهة روسيا وتقليص قدراتها بجانب تحدياتها الداخلية لكن ذلك أثبت الحاجة لتغيير تلك النظرة لضمان الحفاظ على سياساتها ومصالحها وهو ما حاولت إداركه بالدعم السريع لإسرائيل مؤخرا.
قبل عام من الآن وبينما كانت الولايات المتحدة تضع جل دعمها نحو أوكرانيا فى محاولة لتقليص نفوذ روسيا مع مواجهة التطلعات الصينية أصدر البيت الأبيض استراتيجيته الجديدة للأمن القومى والتى وصفها بايدن بأنها ترتكز على العالم كما هو اليوم وتضع المستقبل الذى نسعى إليه وتقديم خارطة طريق لكيفية تحقيق ذلك.
وقدمت الوثيقة المكونة من 48 صفحة نظرة أكثر تعمقا على نظرة إدارة بايدن للعالم بيد أنها حددت الصين باعتبارها المنافس الوحيد لواشنطن فى إعادة تشكيل النظام العالمى مع وضع هدف أساسى للعمل على تقييد روسيا الخطرة
وتمثلت نظرة الأمن القومى الأميركى بالنسبة للشرق الأوسط فى كونه المنطقة الأكثر تكاملا التي من شأنها أن تعزز السلام والازدهار الإقليمى ولكن مع تقليل متطلبات الموارد التي تفرضها المنطقة على الولايات المتحدة على المدى الطويل.
وتسببت الانتقادات المتصاعدة فى الداخل الأميركى جراء التدخل في حروب باهظة التكلفة سواءً في العراق وأفغانستان واستنفاد كميات هائلة من الموارد إلى تقنين التشريعات المتعلقة بتخفيض التواجد العسكرى فى المنطقة بل والانسحاب من أجزاء فيها.
وهذا ما ظهر مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان فى أغسطس 2021 لتنهى بذلك واحدة من أطول الاشتباكات العسكرية التى خاضتها الولايات المتحدة.
وجنبا إلى جنب مع ذلك اعتبرت مجلة فورين بوليسى الأميركية أن النهج الأميركى فى السنوات الأخيرة كانت له نتائج عكسية للغاية وعلى سبيل المثال اتخذت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على وجه الخصوص خطوات لتهميش عملية السلام والفلسطينيين بشكل عام وأصبح ينظر إلى الولايات المتحدة على أنها تدعم الحكومة الإسرائيلية المتطرفة نسبيا فى عهد نتنياهو حتى مع خروج العديد من المواطنين الإسرائيليين إلى الشوارع احتجاجا على سياساته.وأضافت فى تحليلها أن هجمات حماس تشكك فى النهج الأميركى بأكمله تجاه المنطقة كما أن تجاهل القضية الفلسطينية أثناء محاولة تشكيل كتلة أمنية تدعمها الولايات المتحدة دفعت الجماعات المسلحة الإقليمية إلى الاقتراب من إيران وشددت خطوط الصراع القائمة.
وأضافت: كانت سياسة الشرق الأوسط فى عهد بايدن فوضى فظيعة ومشوشة وحان الوقت لاتخاذ خطوات جريئة
من واشنطن يرى الباحث الأميركى المتخصص فى شؤون الأمن القومى سكوت مورغان أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تهمل الشرق الأوسط بشكل كامل لكنها ركزت على مخاوف استراتيجية أخرى مثل تنامى صعود الصين على كافة المستويات.
وأوضح موغان أن ما يجرى دفع كافة المؤسسات لضرورة إعادة التركيز على ترتيب السياسات بالشرق الأوسط وليس العودة بشكل كامل إلى المنطقة التى يمكن أن تكون محل خلاف كبير خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل.وأشار إلى أن إحدى الجوانب التى يمكن أن تشكل تحديا للمرشحين على وجه التحديد هو كيفية التعامل مع إيران إضافة إلى كيفية التصدى للإرهاب.من جانبه يعتقد عضو الحزب الجمهورى الأميركى ماك شرقاوى أن الولايات المتحدة خرجت من ملفات الشرق الاوسط على عجل خاصة أثناء فترة ترامب بانتقاده إنفاق أكثر من 7 تريليون دولار فى العقدين الماضيين على العمليات العسكرية.
وحدد شرقاوى تبعات تراجع الاهتمام الأميركى بملفات الشرق الأوسط ومستقبل ذلك فى عدد من النقاط قائلا:
خروج واشنطن بهذه العجالة فتح المجال أمام قوى إقليمية فى المنطقة إذ يعتقد الكثير من الخبراء أن الرئيس أوباما ساهم فى زيادة النفوذ الإيرانى بعد الانسحاب الأميركى من العراق عام 2012 وتمهيده لتوقيع الاتفاق 1+5 مع طهران عام 2015. تراجع الدور الأميركى أثر كثيرا فى نمو الكثير من القوى الإقليمية فى المنطقة التى بالتأكيد تتعارض مع المصالح الأميركية خاصة إيران وحزب الله.كان هناك تغيير فى الاستراتيجيات طويلة الأمد وتبين لواشنطن أنه عندما خرجت من المنطقة بهذه السرعة فتحت مجالات لدخول قوى دولية أخرى على رأسها روسيا ونفس الأمر يحدث فى إفريقيا بزيادة النفوذ الصينى والروسى. الولايات المتحدة تحاول العودة الآن لكنها عودة متأخرة وبدأت فى تعزيز المساندة لإسرائيل وإرسال حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى شرق المتوسط لكى تكون على مقربة من إسرائيل ووقف أى محاولات لصراعات إقليمية تؤثر على الوضع فى إسرائيل.