قصة موت تحولت الى حياة. الطالب المغربي السعدي مروان، التحق مروان بالعام التحضيري لدراسة اللغه الروسية ليكون مؤهلاً للإلتحاق بكلية الصيدلة بجامعة بنزا الحكومية بولاية بنزا بروسيا الاتحادية. جاء من المغرب لتحقيق حلمه الذي لا يتجزأ عن حلم العائلة ايضا لدراسة كلية الصيدلة. اثناء الدراسة وبالتحديد في شهر مايو من هذا العام اصيب مروان بوعكة صحية خطيرة بدأت بالالتهاب الرئوي الحاد ( pneumonia )، تطور الامر خطورة للاسف حتي اصبح ملحوظاً، كان مروان يعيش بالسكن الجامعي والمدينة الجامعية لجامعة بنزا وبدورهم ابلغوا مباشرة المسؤلين بحالة مروان الصحية وبناءاً عليه تم نقل مروان مباشرة الي المستشفي الجامعي الخاص بالعدوي، تم اجراء الفحوصات اللازمة لمروان والتي بدورها بينت اصابة مروان بالالتهاب الرئوي الحاد ليس فقط بل كانت الحالة شديدة الخطورة. تم حجز مروان في المستشفي الخاصة بالعدوي قرابة الثلاث ايام الي ان بدأت تظهر اعراض اخري تحديدا التهاب السحايا، وهو التهاب يصيب الاغشية الواقية التي تغطي الدماغ والنخاع الشوكي. اصبح الوضع خطيراً حيث تم نقل الطالب الي المستشفي المتخصص لجراحة المخ والاعصاب، بعد عرض مروان علي الاطباء المختصين واجراء الفحوصات اللازمة كان القرار هو اجراء عملية، وهنا نتحدث عن منطقة خطيرة تعني حياة شخص. لمجرد القول اجراء عملية تخص المخ والاعصاب فهذه العبارة عنوان لكل قلق. من هنا بدأت المأساه الحقيقية والقلق الكبير من اهل مروان في المغرب وخصوصا الوالده، كان واضحا جدا في نبرة صوت الام في كل مره تجري فيها اتصالا للاطمئنان علي حالة مروان صوت القلق المختلط بالصبر واليقين بالله. ننقل الصورة ايضا الي قلب الحدث في بنزا، مرض مروان كان اشبه بالكابوس للمسؤلين في جامعة بنزا خوفا علي مروان وتطور الحالة، علي رأسهم دكتور عادل مقبول رئيس اتحاد الطلاب الاجانب بولاية بنزا و الذي كان يحمل علي عاتقة المسؤلية الكبري امام الله اولا وايضاً امام اولياء الامور بعيدا عن كون الحالة متعلقة ايضا بحياة بني آدم وانسان بين الموت والحياة. يومياً كان يجري دكتور عادل الاتصالات لمتابعة حالة مروان اولا بأول خطوة بخطوة مستعينا بعلاقاته في التخصص. ايضا اتصالات الجامعة من مكتب رئيس الجامعة وايضا نائب الرئيس لمتابعة الحالة الصحية لمروان.
بالفعل تم اجراء العملية لمروان والتي كانت بالنسبة للجميع مصدر خوف وقلق لحساسية المنطقة وايضا نسبة نجاح العملية والتي كانت ضعيفة. بفضل من الله اولا ولطفة بأهل مروان وكل من حوله وايضا بفضل خبرة طبية عظيمه تتمثل في الطاقم الطبي بالمستشفي الجامعي السادس بجامعة بنزا الحكومية تم اجراء العملية بنجاح.
بعد نجاح العملية الجراحية بحمد الله في نفس ذلك الفتره ايضا قامت الجامعة بتجهيز دعوة وفيزة زيارة لاهل مروان ونقصد بالتحديد خال مروان والذي بالفعل جاء الي بنزا اولا للاطمئنان علي حالة الطالب وايضا ليكون الداعم النفسي لمروان، لان الدعم النفسي في مثل تلك الامور ضروري جدا. كمان ان وجود خال مروان ايضا يخفف من قلق الاهل في المغرب وبالخصوص والدة مروان. بعد الاطمئنان علي حالة مروان واتمام شفاءه قام رئيس جامعة بنزا الحكومية بدعوة مروان والخال الي مكتبه للاطمئنان علي حالة مروان وايضا للمباركة بخروجه سالما غانما من وعكته. في لقاء جميل قال فيه خال مروان جئت الي روسيا وفي ذهني صورة مختلفه تماما عما في خاطري الآن. كنت اظن ان الامور سيئه في روسيا واقصد ما هو متعلق بالحروب، وكنت اظن ايضا ان الشعب الروسي عنيفاً او غير متعاون مع الاجانب ولكن الان اشهد بما رأيته ولمسته هنا من تعاون كان واضحاً جدا سواء من الجامعة متمثله في رئيسها الكسندر جولياكوف وايضا دكتور عادل مقبول رئيس اتحاد الطلاب الاجانب والطاقم الطبي المحترم ذوي الكفاءه العالية وكل من كان حول مروان في وعكته رأيت فيكم الروح الطيبة روح قلق الاهل وخوفهم علي ابنهم.
نتوجه بالشكر الجزيل لله اولاً علي لطفه وكرمه. نتوجه بجزيل الشكر والعرفان لجامعة بنزا الحكوميه ورئيسها الكسندر دميتروفيتش وكل العاملين بالجامعة كما نتوجه بالشكر للمجهود المحترم من الدكتور المحتوم دكتور عادل مقبول علي روحة الطيبه وايضا نشكر السيد طه بوحمادي الاخ والصديق.