كتبت نجوى نصر الدين وما هذا الذي يجري على الفلسطينيين في «غزّة» إلا أول الغيث. وكما يجري في كل حرب تدور بين العرب وإسرائيل تبقى طرق المدد العسكري ميسرة لا تحدّها حدود، والعبارات المنمقة لتبريرالعدوان متكررة، وأساليب الغطاء السياسي بالفيتو وغيره مطلقة على يد الإدارة الأمريكية وغيرها من المتصهينين، إلى أن يكتمل المشهد الذي تريده دولة إسرائيل في صالحها لتفرض بموجبه الشروط التي تريدها. غزة فى التاريخ أنه لايمكن كتابة تاريخ غزة بمعزل عن التاريخ المصري، وهذا أمر قديم، فأول ذكر للمدينة كان في مخطوطة للفرعون تحتمس، بل إن غزة كانت عاصمة لمصر في الماضي السحيق، وغالبا من حكم مصر حكم غزة أيضا، وهناك استثناءات، فالعثمانيون ألحقوها بمتصرفية القدس، والانتداب البريطاني ألصقها بفلسطين ككل.
أهم من كان يدرك ذلك، هو الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وله مقولته الشهيرة التي ربطت بين الأمن القومي/ الوطني المصري وبين غزة، ومن نافلة القول التذكير بعودة غزة إلى “الإدارة” المصرية أو الحكم المصري عام 1948، واتفاق الهدنة كان واضحا في احتفاظ مصر بغزة، واستمر ذلك حتى “نكسة” 1967، والمعنى أن غزة تصنف ضمن الأراضي التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 لا سنة 1948، وهذا له دلالته.
في عام 2004 أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، آرييل شارون، انسحابه من قطاع غزة، وفي رأيي أن قراره لم يكن مجانيا أو عشوائيا أو عبثيا، فمن وجهة نظري أراد شارون أن يحول الصراع بين إسرائيل وأهل غزة إلى صراع بين غزة ومصر، لابد للعرب أن يتحدوا فى وجه الصهاينة والامريكان ويتم وضع حد لهذه البشاعة والهمجية والوحشية التى تعاملت بها مع الفلسطينيين ولابد للحكام العرب أن يعلموا أن الدور القادم على كل حاكم وقف موقف المتفرج تحية وتقدير لكل شهيد