كتب / أشرف الجمال العالم يتقدم ويتطور علميا وتكنولوجيا وإلكترونيا بسرعة مذهلة يصعب على الدول والمجتمعات والأفراد متابعتها، فمنها من يخدم البشرية ونمائها وتطويرها وإنسانيتها وإتصالها وتواصلها وإقتصاديتها، ومنها من يتطور فقط لدمار وخراب الدول والشعوب والمجتمعات تحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب، وساهم ذلك فى ظهور أجيال الحروب الحديثة التى صارت كئيبة وأكثر عنفا وأوسع تدميرا وأسوا أخلاقا ذات بنية قيم تتدهور بلا توقف والتكنولوجيا لم تعد مقتصرة على السلاح لكنها اتسعت لتشمل أدوات أخرى لبث الرعب والأكاذيب والإشاعات لدى القوات المعادية والسكان وفى إطار محور الأمن القومى للهيئة العامة للإستعلامات نظم مركز النيل للإعلام بالسويس برئاسة الأستاذة ماجدة عشماوى اليوم الأربعاء الموافق ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ ندوة حول حروب الأجيال الحديثة وآثارها على الأمن القومى حاضر فيها الاستاذ الدكتور شريف السيد محمد على أستاذ علم الإجتماع بكلية الآداب جامعة السويس بحضور طلبة كلية الآداب والإعلام ومكلفات الخدمة العامة وخريجين من الشباب ومديريات الخدمات بالمحافظة — وفى كلمتها الإفتتاحية للندوة أكدت الأستاذة ماجدة عشماوى على أنه عندما عرفت البشرية الحرب بصيغة نظامية حينما كان يقف جنود قوتين أو بلدين أو حضارتين فى مواجهة بعضهما البعض فى بدايات نشأة فكرة الجيوش وكانت وقائع المعارك تتم بنزاهة أما حروب الأجيال الحديثة تجاوز ملامح التحول النمطية والجوانب الإجرائية فى قواعد ممارسة المعارك ويتصف الجيل الرابع للحرب بأنه يتأسس على صراعات أكثر تعقيدا — وتحدث الدكتور شريف حول حروب الجيل الرابع حرب الشائعات وهى حرب اللأعنف وحرب الأعصاب والكذب والتضليل والنفاق والإختراق العقلى والإرهاب وفقد الثقة بالنفس وعدم الإحترام وتدمير الكبير “القدوة ” والفتنة الطائفية وتدمير الذات من الداخل وأشار شريف إلى أنه أتت فكرة حروب الجيل الحديثة فى أواخر الثمانينات من خلال مواقع التواصل الإجتماعى والتهديد بقطع المعونات والتفكير المادى وفكر ضعف الإقتصاد، وأن معركة الجيل الرابع هى معركة السيطرة على العقول والخداع النفسى من خلال إدمان الشوبينج والحرب النفسية واللعب بالبورصة والاسعار والدولار والسياحة والتقدير وذلك لزعزعة الإستقرار بالبلاد ويوثرعلى الأمن القومى — وأشار دكتور شريف إلى الجيل الرابع من الحروب هو صراع يتميز بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب والسياسة والمقاتلين والمدنيين وتقوم فكرة حروب الجيل الرابع على التعددية الجنسية فلا يوجد لها قاعدة وطنية موحدة وتعتمد على شن الهجوم مباشرة فى ظل غياب التسلسل الهرمي وتوفر شبكة الإتصال وكثرة أعمال الإرهاب والتخريب وظهور حرب العصابات وتشكيل الضغوط الإقتصادية والإجتماعية والعسكرية — وفى نهاية الندوة أكدت ماجدة عشماوى على أنه قبل التطرق إلى كيفية التصدى لحروب الجيل الرابع يجدر الإشارة إلى أن استقرار الدول وصلابة بنيانها الاقتصادى والاجتماعى مقومات تشكل حايط صد قويا يحمى بل يقطع الطريق على مثل هذا النوع من الحروب ومثال لهذه الدول الولايات المتحدة ودول اوربا وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة فى إقليم الشرق الأوسط