كتبت نجوى نصر الدين نحن فى شهر ربيع الاول وجميعنا يعلم أن ميلاد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى الثانى عشر من هذا الشهر الكريم وبهذه المناسبة وددت أن أنقل لكم أقوال شيوخ الإسلام عن الاحتفال بالمولد النبوي قال الامام ابو الوليد سليمان الباجى شارح كتاب الموطأ والمتوفى عام 494ه وقد سئل عن بدعة المولد فقال رحمه الله: لا اعلم لهذا المولد اصلا فى كتاب أو سنه ولم ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة فى الدين المتمسكون بآثار المتقدمين بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة نفس اعتنى بها الاكالون إلى أن قال وهذا لم يأذن فيه الشرع ولا فعله الصحابة ولا التابعون ولا العلماء المتدينون ونجد فى جميع البلدان الإسلامية انتشار الموالد والترويج لها رواجا كبيرا لدى الصوفية فصارت كل طريقة تعمل لشيخها مولدا يتناسب ومقام الطريقة وشيخها هذا مع حرصهم على مولد النبي صلى الله عليه وسلم فى كل عام وتسير المواكب فى كل عام فى الطرقات وتنشد القصائد وتقام الاحتفالات إلى غير ذلك من مظاهر الاحتفال وقد قال ابن تيمية شيخ الإسلام رحمه الله بأن هذا لم يفعله السلف ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم اول من فعلوه فهم اصدق منا وكانوا أشد محبة للنبى صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير احرص منا وانما كانت محبة الرسول وتعظيمه فى اتباع سنته وطاعته واتباع أوامره وأحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واللسان واليد فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ويعد الاحتفال بالمولد وعمل الموالد عامة بدعة للأسباب التالية اتخاذه عيدا شرعيا والاعياد الشرعية هى عيدى الفطر والاضحى قال صلى الله عليه وسلم إن الله أبدلكم بهما يومى الفطر والاضحى
جعل الاحتفال بالمولد عبادة شرعية وقربى إلى الله حتى إنهم فى بعض البلدان يتهمون من لم يحضر المولد بالجفاء والمروق من الدين أحيانا عدم فعل السلف له مع انهم اشد حبا للرسول صلى الله عليه وسلم عمل المولد يتضمن أمورا منهيا عنها شرعا كانشاد قصائد شركية وتشويه لصورة الدين بأعمال الخرافيين والمشعوذين والدجالين على ما يجرى عمله فى أكثر البلاد الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وفيها تشبه باحتفال النصارى بمولد المسيح وقد استغلت الصوفية وسائل الدعاية لترويج هذه البدعة بدعوى أنها من أكبر مظاهر الحب للرسول الكريم وعن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا :عبد الله ورسوله “( متفق عليه) وخلاصة القول أن نعلم جميعا أن الاحتفال بهذه البدعة ليس من الدين فى شيء وان من يريد أن يتقرب لله ورسوله يكون بالعمل الصالح وباتباع الأوامر واجتناب النواهى وعمل الخيرات والبعد عن الموبقات تحياتي نجوى نصر الدين