بقلم الصحفي المتألق حسن اعتماد كثيرا ما نجد أنفسنا قد أصبنا بحالة من الملل أو الضيق و السأم الشديد من أمر أو شخص ما وعلى النقيض من ذلك التعلق والشغف بأمر أو شخص ربما يكون مرجع ذلك لطبيعة الأمر الذي نتعلق به وسعادتنا به تتعلق بميولنا الشخصية والنفسية وحكمنا عليه أنه إيجابي ومثله مع الأشخاص وقد عبر عن مثل ذلك الشاعر الجاهلي الحارث بن حلزة حينما أظهر في مقدمة معلقته تأثرة بابتعاد حبيبته المتخيلة اسماء وهي مجرد رمز لتعلقنا بشخص ونفورنا من آخر حينما قال: – آَذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ *** رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ والمعنى أن أسماء استأذنت الرحيل وهناك من القائمين بيننا من مللنا منهم وكأنه يلمح ويقول أن الأولى ذهابهم هم فلماذا نمل من بعض الناس جدا ولا نحتمل بقاءهم هذا مرجعه قد يكون لفسادهم ولعيوب شخصية فيهم أو أنهم ليسوا على نفس طباعنا ولا شاكلتنا فقد جاء في الحديث الشريف
وغالبا هذه الأرواح التى ننفر منها تكون سمجة ثقيلة الظل أو متسلطة أو انتفاعية أو منافقة رغم أننا حينما تشاهد ما تفعله هذه الشخصيات المملة نضحك سخرية من تفكيرها القبيح وعدم شعورها بالعزة واسوق لك من المشاهد التمثيلية ما تعبر عن ذلك ما ورد في قصة أرض النفاق للرائع يوسف السباعي في شخصية عويجه افندي الذي قام بدوره الفنان حسن مصطفى في مشهد مع الاستاذ فؤاد المهندس الذي يريد إنجاز العمل بما يصلح وحينما جاء الباشكاتب عويجة في شخصيته المتجملة بالنفاق وإظهار الاهتمام والدقة الكاذبة وهو الذي كتب الكتير من الخطابات وأقام الكثير من اللجان للبحث حول الشنكل الناقص من الشباك وهل الاخرام في الشباك مكان المسامير تدل على وجود شنكل قد نزع ام ان هذه الأخرام مكان اخرام لحشرة حرامي الحلة وأظهر المشهد أنه قد أهدر المال والوقت في ما كان اصلاحه اسهل وأبسط وامثال هذا يصيبنا بالملل والضيق والغضب والتأخر والتراجع لانه قد ربي على البرقراطية والعبودية لمن هو أعلى منه والنفاق ويتصنع أمام الناس الصالح بينما يؤدي بالمجتمع المحيط للطالح واخيرا اقول لكل عويجة افندي في مجتمعنا نحن مللنا منكم ونسخر من تفاهاتكم افيقوا يرحمكم الله وتوبوا إلى رشدكم وتوبوا إلى الله