هنا في شمال الصعيد داخل محافظة قنا بمركز دشنا وتحديدا قرية ابو مناع غرب خيم الحزن علي الجميع تشعر وكأن عقارب الساعه توقفت تشعر وكأن الجميع اصيب بحالة من الذهول لدرجة عدم الاستيعاب حيث تدق أجراس الساعه عند التاسعه صباحا معلنة خبر وفاة أسد العروبه وفارسها مات الحاج ابو المعاطي محمد معوض ولكن من هذا الرجل الذي برحيله توقفت نبضات القلوب وحبست الأنفاس ؟! هو أحد جبال محافظة قنا ؟ نعم هو أيقونة الصعيد ؟ نعم هو فارس العروبه؟ نعم من هو؟!!!! إنه ابو المعاطي محمد معوض ابن قرية ابو مناع غرب ينتمي لقبيلة العرب ولد بقرية ابو مناع غرب ومنذ ان نعمة اظافره وهو يعمل ويكدح من أجل لقمة العيش كان صغير السن ولكنه كبير الفهم وعندما اشتد عوده حزم حقائبه مستقبلا القطار الذي سيجعل قدميه تطأ أرض المحروسه حيث السعه اكبر في توفير فرص العمل ومن هنا بدأت رحلته في التجارة التي أحبها وهي تجارة قطع غيار السيارات والمعدات الثقيله بدأ رحلته عاملا ونهاها وهو ملك وزعيم هذه التجارة حتي اصبح من أهم رجال الأعمال وتوسع نشاطه ليصبح علي مستوي الوطن العربي وليس مصر فقط ولعشق الناس لهذا الرجل اسباب كثيره اهمها تواضعه فبرغم ما وصل اليه الا أنه عندما كان يتحدث لا يتحدث الا بتواضع وحب أضف الي ذلك انه الشخصيه التي اتفق عليها الجميع بمختلف الانتماءات ففي الصعيد حيث الانتماءات العائليه الا ان هذا الرجل استطاع ان يتربع علي عرش قلوب الجميع سواء هواره او عرب او نصاري جميع الناس أحبوه ولما لا يعشقوه وهو الذي لم تأخذه أضواء المدينه فينسي اهله وقريته ومحبيه علي العكس تماما كان أول الحضور في المناسبات سواء مناسبه حزينه او ساره لما لا يعشقوه وهو كان رجل الخير بكل ما تحمله الكلمة من معني لم يفعل ذلك في العلن حتي يقال انه فعل بل كانت صدقاته مخفيه كان يعيل أسر بأكملها ولكن كيف يعيلهم؟ لا أحد يعلم لما لا يعشقوه وهو الذي كان يقدم خدماته لكل من يلجأ اليه لدرجة انه كان يدفع من ماله الخاص لانهاء الخصومات وغيرها خدماته كانت علي مستوي الجمهوريه لان علاقاته بالمسؤلين كانت متميزه لما لا يعشقوه وهو الذي جاب مصر طولا وعرضا من أجل اي شيء وراءه خير ومنفعه كانت كلمته المعهوده انا لا انتمي لاحزاب او جماعات انا عاشق لمصر انتمي لمن يحب مصر واكره كل من يعاديها فكان وطنيا من الدرجه الاولي حيث حاول الكثيرين الاستفاده من شعبيته الطاغيه ولكنه رفض كل الإغراءات تميز في حياته بالعديد من الصفات فعن كرمه اسألوا سكان شبرا وأهل الاسكندريه وعن تواضعه اسألوا اهل قنا واسوان وسوهاج وعن رجولته اسألوا كل من تعامل معه عن بشاشة وجهه وكرمه اسألوا الفقراء الذين كانوا يتخذونه سندا وعن عشقه للقرآن وال البيت اسألوا الشيخ حسن عوض والشيخ امين الدشناوي والشيخ ياسين التهامي وعندما وقع خبر وفاة هذا الرجل كالصاعقه علي الجميع أتي الدور لرد الجميل لهذا الرجل من خلال العديد من المواقف اولها مشهد تشييع جثمانه حيث حضر الالاف من كل صوب وحدب يشيعونه لدرجة جعلت خروج النعش من سيارة الاسعاف شبه مستحيل مما اضطر أهله للذهاب بسيارة النعش الي مسجد بجوار المقابر للصلاة عليه ثانيها مشهد تلقي العزاء حيث حضر الالاف أيضا لتقديم واجب العزاء ولكن الغريب ان كل من حضر عندما تنظر الي عينيه التي يخيمها الحزن وتملؤها الدموع تسأل نفسك هذا أتي لتقديم واجب العزاء ام انه هو من يستحق التعزيه ؟! ثالثها زلزال اصاب مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن الحزان وفراق هذا الرجل الزلزال جاء من كل محافظات مصر بل ومن الدول العربيه اعرابا عن المحبه والوفاء لهذا الرجل كل هذا كان بمثابة رد جميل لرجل لم يغلق يوما بابه في وجه سائل ولم يبخل يوما بصحته ولا بماله من أجل تقديم خدمة طلبت منه رحل الحاج ابو المعاطي جسدا ولكنه سيظل في قلوب كل محبيه عم الحزن ارجاء القريه وكأن قرية ابو مناع غرب كتب عليها ان تحرم من أفضل الرجال فبالامس البعيد ودعت القريه جبل من جبالها النائب الراحل طارق السباعي زعيم قبيلة هواره وواحد من عظماء محافظة قنا وها هي القريه تودع زعيم العروبه الحاج ابو المعاطي محمد معوض خالص التعازي والمواساة لكل من توجد ذرة حب لهذا الرجل في قلبه وستظل في قلوب محبيك دائما فلا تبقي سوي السيرة الطيبه وانت تركت السيره التي يفتخر بها أبناءك وقريتك وكل محبيك فنم قرير العين جعل الله الفردوس الاعلي منزلتك