كتب : وائل عباس ⭕📢🎤
عندما تتابع تلك المباراة الأعلامية التى يتبارى فيها منتخب أعلاميوا الأخوان ومنتخب أعلاميوا الدولة تلاحظ الآتى :
اولا : الفجوة المتسعة فى اللياقة البدنية بين الفريقين والتى تحسب لأعلاميوا الأخوان ؛ والترهل الواضح على كباتن منتخب أعلاميوا الدولة ؛ برغم أن الأخوان يتبعون منهجية ” السحرة ” حيث خلط الصدق بالكذب ؛ فى حين أنه قد يكون أعلاميوا الدولة أقرب إلى الحقيقة ؛ ولكن كما قيل ” كذب مرتب ولا صدق منعكش ” .
ثانيا : رغم أمتلاك أعلاميوا الدولة لأمكانات قد تكون غير متوافرة للأخوان من حيث القنوات الفضائية ورجال الأعمال الداعمين والأستديوهات وطاقم العمل والمعدين ؛ ولكن يظهر فرق المهارة في العرض والتحليل وخلط الحقائق بالكذب مع بعض الغموض والأثارة لجذب المشاهد .
ثالثا : أتخاذ أعلاميوا الدولة أستراتيچية دفاعية بحتة ؛ حيث ارتضوا أن يكونوا رد فعل لما يتناوله منتخب الأخوان ؛ وعدم تبنيهم لخطة هجومية ولو لمرة واحدة .
رابعا : لا يتمتع أعلاميوا الدولة بالحرفية والمهارة حيث لا يملكون إلا الطعن في الشخوص الأعلامية الأخوانية من حيث أنسابهم وتاريخ أسرهم الأخوانى ؛ وكان الأحرى بهم مجابهة الأعلام بالأعلام .
خامسا : أعتماد الأخوان على الوجوه الجديدة الغير معروفة وبالتالى فأن المشاهد مضطرا للأستماع عليهم حتى يتعرف على شخصياتهم ومضامين محتواهم ؛ على العكس من الوجوه القديمة لأعلاميوا الدولة .
هذه بعض النقاط وليست الكل ولو تم تحليل تلك المباراة بدقة لوجدنا كثيرا من الفنيات والتى تحسب لصالح الأخوان ؛ والتى لا مجال لشرحها كاملة الآن ؛ لكن وجب علينا ان نعلنها صراحة أن المواطن البسيط قد فقد مصداقية تلك الوجوه الأعلامية الرتيبة والتى تطل عليه يوميا متغنية بأغانى الوطنية ؛ وعازفة ذلك اللحن المكرر من أيام البائد ” حسنى مبارك ” ؛ وكان أحرى بتلك المرحلة الجديدة أن تنفى مثل هؤلاء والذين يمثلون وصمة عار على الشاشة ؛ فلطالما كذبوا على الشعب المصري مرارا وتكرارا من قبل ؛ هؤلاء الذين أبحروا مع تيار النظام المخلوع فكونوا من خلاله ثروات طائلة وسكنوا القصور والكومبوندات ؛ كيف يتلقى البسطاء والفقراء منهم دروس الوطنية والدفاع عن ذلك العصر الجديد ؛ فى حين أن الفريق الآخر قد أختار وجوها غير معروفة تمتلك حس فكاهى تخلط فيه السم بالعسل ؛ تعرض مواضيعها كالأم التى تضاحك صغارها عند مناولتها دواء ذات مرارة .
إن أستراتيچية التشكيك هى الخطة الأم والمنهجية المتبعة والسلاح الناعم الذى تستخدمه كل الأبواق الأخوانية ؛ وقد يعتقد البعض أن هذا الأمر بالهين والبسيط ولكنه فى قمة الخطورة ؛ أشبه ما يكون بزجاج السيارة المسرطن والذى ينفجر فجأة فى لحظة سهو من قائد السيارة ؛ وأول ما يتم التشكيك فيه هى القيادة السياسية المتمثلة في السيد الرئيس ؛ ف مرة يدعون أن أمه يهودية ومرة أخرى يطعنون فى ابنائه وأخوانه حتى أنه لم يسلم أى فرد من أسرة ذلك الرجل من الطعن ؛ وهنا أقف مستغربا وأضع يدى على قلب الحقيقة وهى كذبهم المبين ؛ فكيف لهؤلاء لم يقتربوا من مبارك ونظامه طيلة ثلاث عقود وأكثر ؛ وهو من هو بكل جرائمه وفساده وتراخيه عن أداء مهامه لصالح أعداء الوطن هو وأسرته وأفراد نظامه ؛ بل أن كان مرشدهم يتغنى بمبارك ويصفه بأنه اب لكل المصريين فى مغازلة ونفاق للحاكم الفاسد .
ويظهر الدليل القاطع على حقدهم الدفين وعدم موضوعيتهم فى الهجوم المستمر على السيد الرئيس ؛ فلم يتكلم هؤلاء ولو لمرة واحدة على أى إنجاز أو أى موقف أيجابى لرئيس الجمهورية ؛ وهذا أن دل فأنه يدل على كرههم لذلك الرجل الشجاع الذى سفه أحلامهم واطاح بقياداتهم من سدة الحكم إلى غياهب السجون ؛ ذلك الرجل الذى جازف بحياته وحياة كل أفراد أسرته من أجل إنقاذ الوطن ؛ عميت عيونهم عن كل المشاريع والبنى التحتية والتخطيط والتنفيذ والأسس التى أقيمت شرقا وغربا ؛ عميت عيونهم عن الحرب التى يخوضها الرجل شمالا وجنوبا شرقا وغربا من أجل الحفاظ على وحدة الوطن ؛ ران على قلوبهم أن يعلنوها أو حتى يلمحوا بها ولو مرة واحدة ؛ وهى أن ذمة ذلك الرجل ذمة ناصعة بيضاء أنكروا مجهود الرجل وهو يسابق الزمان من أجل سفينة وطن كان مصيرها الغرق من زمن .