نهاية دراماتيكية تلك التى عصفت بأمير الميليشيات وسيد الحروب ؛ فجأة وبدون سابق أنزار وبعد كلمة مصورة من أحد ميادين القتال فى أفريقيا حيث مناجم الذهب واليورانيوم ؛ يظهر أمير الحروب وكأنه أحد مردة الجن الذى لا يحده زمان أو مكان ؛ يعلن فى الكلمة أن رجاله على أهبة الأستعداد فى كل ميادين القتال من أجل مجد روسيا العظمى .
انه طباخ الرئيس كما أطلقوا عليه ؛ والذى كانت البداية حين التقى بالرئيس بوتين عندما كان نائبا لعمدة سان بطرسبرج ؛ فهم ينتميان لنفس المدينة ولهما نفس الجذور وساعد ذلك فى تقاربهما أكثر فأكثر ؛ وتمر أعوام عديدة يعتلى فيها القيصر سدة الحكم ؛ ليستعين بصديقه القديم والذى حظى بدعم مستمر من القيصر خلال تلك الفترة ليصبح أحد أبرز رجال الأعمال وصاحب العديد من المطاعم ؛ ثم يأتى التكليف من القيصر بولادة ميليشيات ” فاغنر ” والتى فرضت سيطرت روسيا على الكثير من البلدان شرقا وغربا ؛ وفرضت نفوذها على مناجم الذهب فى أفريقيا بدعم متواصل بالعتاد والسلاح من القوات المسلحة الروسية ؛ وتم امدادها بسجناء تم الحاقهم بميليشيات ” فاغنر ” ومنحهم فرصة الحياة مرة أخرى ؛ والحقيقة أن الرجل قد أثبت كفائته من حيث القدرة التنظيمية وفرض السيطرة وضمان الولاء . ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن ؛ وكما لكل راع غفوة فأن لكل رجل سهوة ؛ وجاءت سهوة الرجل لتهوى به من السماء ؛ فقد ناطح الرجل قيصر الكرملين وسيد الميادين ؛ بل وهيأ له شيطانه الأقتراب من عرين الدب الروسي ؛ بحجة تغيير وزير الدفاع الذى يتعامل مع ميليشياته بتعالى ويمنع عنهم الأسلحة والذخائر . نجح القيصر فى احتواء الأمر بمنتهى الحكمة والحنكة السياسية والصبر لينهى التمرد ؛ ويستبعد ميليشيات ” فاغنر ” على حدود بيلاروسيا وجزء أخر إلى البلدان الإفريقية ليضرب النفوذ الفرنسى هناك ؛ ومنح الطمأنينة والأمان للرجل وميليشياته ؛ لكن القيصر كان له رأيا أخر ويخفى فى النفس شيئا … !!!
مات يفغجينى بريجوزين الذي هدد بأحتلال موسكو ؛ مات أمير الحرب ملك مليشيات ” ڤاغنر “في حادث طائرة سينمائي بأمتياز… درامي من الدرجة الأولى على النظام السينمائي الهوليودى
مثل كل مسرحيات الدراما الشكسبيرية يمضي البطل إلى مصيره حتى تتشكل دراما يقف فيها القدر موقف العاجز المتفرج . من المفارقات الغريبة ذلك النداء الذى وجهته الإدارة الأمريكية إلى رعاياها قبل حادثة الطائرة بحوالى أربعة أيام تطلب فيها من رعاياها المغادرة فورا . هل كانت الإدارة الأمريكية على علم مسبق بالأمر ؟؟؟ وهناك أمر أخر أعلنته سلطات التحقيق الروسية وهو أن قائد الطائرة قد يكون متورطا فى الأمر وخصوصا بعد اختفائه !!! الكل يتبرأ من الأمر ويعلن تأثره ويتهم الآخرين !!! ربما تكشف الأيام القادمة عن حقائق غائبة عن المتورط فى الأمر ؛ وربما لن تتكشف الحقائق إلا بعد عقود من تلك الحقبة الزمنية !!! وربما يظهر المستقبل القريب أن ” بريجوزين ” لم يمت وهو ما زال على قيد الحياة ؛ وما هى إلا أحد العمليات المخابراتية التى أمر بها القيصر ؛ لكن حتما سوف تظهر حقائق ذلك اللغز المحير … !!!