في تحركات غير مسبوقة، أجرى الرئيس الصينى شى جين بينج تغييرات في القيادة العليا التي تدير ترسانة الصواريخ الصينية المسؤولة عن جميع الرؤوس النووية للبلاد البالغ عددها 4000 قنبلة
وتعد هذه التغييرات جزءًا من التطور الأكثر شؤمًا في الوقت الحالى، إذ يبدو أن شى يفكر في استخدام، أو على الأقل التهديد باستخدام أسلحته الأكثر تدميرًا، أو بعبارة أخرى «الصين تخطط لخوض حرب».
وقد أقال شى، قائد القوة الصاروخية، لى يوتشاو، والمفوض السياسى شو تشونج بو، ولم تتم مشاهدة أىٍّ منهما في العلن منذ ذلك الحين، كما اختفى نائب لى، الذي يدعى ليو جوانجبين، ونائبه السابق تشانج تشن تشونج.. وفى نفس الوقت تقريبًا، وردت أنباء تفيد بأن وو جوهوا، وهو نائب آخر لقائد القوة الصاروخية قد انتحر في أوائل يوليو الماضى.
وعادةً ما تكون هناك حالات انتحار بشكل دورى لكبار ضباط الجيش الصينى، ولكن تزامن ذلك مع إقالة كبار الضباط في القوة الصاروخية، وهو أمر غير مسبوق، كما أن مجىء البدائل الجديدة من فروع أخرى من الجيش هو أمر غير مسبوق أيضًا، فقائد القوة الصاروخية الجديد وانج هوبين جاء من البحرية الصينية، والمفوض الجديد شو شيشنج انتقل من القوات الجوية للبلاد.
ومن غير المرجح أن يكون الفساد هو السبب وراء عملية التطهير هذه، ويكمن التفسير الأكثر ترجيحًا في بدء الرئيس الصينى عملية، منذ بداية هذا العام، لتطهير الجيش من الضباط المعارضين لخوض الحرب التي يستعد لها.
وغالبًا ما يتحدث شى جين بينج هذه الأيام عن الحرب، كما يستعد نظامه لذلك بشكل سريع، إذ يقوم الحزب الشيوعى
بأكبر حشد عسكرى منذ الحرب العالمية الثانية، كما يحاول في الوقت نفسه حماية البلاد من العقوبات، فضلًا عن تخزين الحبوب والسلع الضرورية الأخرى، وجمع المعلومات عن أمريكا لمعرفة أهداف الضربات وعمليات التخريب، وتعبئة المدنيين الصينيين للمعركة.
ولكن لماذا يختار الرئيس الصينى خوض المعركة؟.. الإجابة هي أن الأوضاع في الصين قد باتت تتدهور بسرعة، ويتم إلقاء اللوم على شى في ذلك.
وتتمثل العقيدة الصينية في التهديد باستخدام الأسلحة النووية لمنع الولايات المتحدة والآخرين من تقديم المساعدة لتايوان أو أي أهداف أخرى.
ويحتاج الرئيس الصينى إلى وجود ضباط مطيعين في القوة الصاروخية لتنفيذ أوامر إطلاق الأسلحة النووية، خاصةً إذا كانت المراحل الأولى من الحرب لا تسير على ما يرام بالنسبة للصينيين.
إن إقالة العديد من الأشخاص تعكس وجود عصيان في صفوف الجيش؛ قد يتم تفسيره على أنه إحجام عن خوض الحرب.
وليس من الواضح ما إذا كان الرئيس الصينى قد نجح في ترويض جيش التحرير الشعبى. ويقول تشارلز بيرتون، وهو دبلوماسى كندى سابق عمل في بكين:
«ما إذا كان الجيش الصينى سيظل مواليًا لشى إذا أمر بغزو تايوان، هو الآن موضع شك كبير».
ومع ذلك، هناك شىء واحد نعرفه، وهو أن الصين تمثل «قنبلة موقوتة» كما قال الرئيس الأمريكى جو بايدن.. والآن يتعين على العالم أن يتساءل ما إذا كانت هذه القنبلة نووية.