نشر الكاتب الأمريكي ” ستيڤين كوك ” مقالا مطولا ؛ هاجم فيه الأدارة المصرية فى شخص السيد الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ؛ ” حيث ادعى كوك أن الرئيس السيسى أنفق ميزانية الدولة في مشروعات لاجدوى فعلى لها ؛ مستشهدا بالعاصمة الأدارية الجديدة ؛ حيث ادعى أن انسحاب الإمارات والصين من هذا المشروع قد فرض على الدولة سياسة الأمر الواقع مما كلفها حوالى ٤٥ مليار دولار في مرحلته الأولى . كما ادعى الأمريكى أن دخول الدولة في مشاريع أثبتت فشلها سابقا ك مشروع قناة ” توشكى ” قد انهك الأقتصاد المصرى دون فائدة تذكر ؛ ولم يمر المقال دون التذكير بالطرق والكبارى والمدن الجديدة التى تم بنائها ؛ مدعيا أنها لم يكن لها نفع فى تلك المرحلة ؛ بل على العكس قد حملت المواطن المصري عبء ليس بالسهل أو البسيط ؛ ولم ينسى طبعا ذكر قناة السويس سواء القديمة ومشاريع التوسعة التى تمت فيها ؛ أو التفريعة الجديدة للقناة .
ومن هنا وجب علينا الرد : اولا : عند طرح حوار للمناقشة يجب علينا أن نتعرف على ماهية الطرف المحاور ؛ وهو كاتب أمريكى متخصص في الشأن الإيرانى والتركى ؛ ولا يتحدث عن الشأن المصرى بأنتظام رغم وجود كتاب له عن الشأن المصرى ؛ لكن الواضح أنه فزاعة للأدارة الأمريكية تستخدمها عند مهاجمة الدول التى تتعارض سياستها مع الأرادة والأدارة الأمريكية .
ثانيا : عن العاصمة الأدارية فهو ليس مشروع أقتصادى او سكنى أو أجتماعى فحسب ؛ بل ربما يأخذ ذلك المشروع البعد الأمنى فهو جزء من الأمن القومى ؛ وخاصة بعد محاولة الأخوان وقت الثورة الأستيلاء على العاصمة ومقراتها الحيوية وخاصة مقر وزارة الدفاع وأقتحام مقار الأمن الوطنى … إلخ ؛ ومن هنا كانت العاصمة الأدارية ضرورة حتمية وعمق أمنى أستراتيچى للدولة المصرية .
ثالثا : عن مشروع توشكى والذى توقف فى عهد مبارك نتيجة لوجود كتل صخرية على أمتداد ٩ كيلو متر ؛ والتى تم تفجيرها بحوالى ٢٥٠ مليون طن متفجرات ؛ مما مهد طريقا للمياة نتج عنه زراعة حوالى ٣٥٠ الف فدان حتى الآن ؛ بل فى تذايد مستمر تم زراعتها بالقمح والحبوب والمحاصيل الزراعية ؛ والتى أثبتت بعد رؤية الرئيس المصرى وخاصة في ظل الأزمة العالمية التى يواجهها العالم الآن نتيجة سيطرة روسيا على مقدرات محاصيل القمح العالمى .
رابعا : أما عن مشاريع البنية التحتية والكبارى والطرق والمدن الجديدة التى تم تشيدها ؛ فيجب أن أنوه اولا … أننا لم نرى هذا الهجوم فى ظل رئاسة مبارك ؛ والذى لم يتم فى عصره خاصة فى أخر خمسة عشرة عاما أى مشاريع بنية تحتية تخدم الدولة المصرية والمواطن ؛ ومع ذلك يتم الهجوم الآن على رجل قرر أن يعمل بمنتهى الجد والحماس لصالح وطنه وشعبه ؛ وأما قناة السويس فقد أثبتت عمق وبعد نظر في الرؤية ؛ وذلك بالرجوع لأيرادات القناة والتى تسجل ازدياد ملحوظ كان له الدور البارز فى ظل هذه الأزمة الأقتصادية .
وعن محاولة الكاتب التقليل من الدور المصرى سواء على المستوى الچيوسياسى او الشرق اوسطى ؛ مدعيا بأن الرئيس السادات قام بإيهام الأدارة الأمريكية بعظم الدور المصرى ونفوذه فى الشرق الأوسط ؛ وهو ما ينفيه الكاتب مستندا للدور السعودى فى أزمة السودان وغياب الدور المصرى ؛ رغم أن السودان هى العمق الإستراتيجي لمصر جنوبا .
فوجب علينا الرد القاطع هنا : عليك يا سيد ستيڤن سؤال الإدارة الأمريكية لما تتودد إلينا صباحا ومساء ؛ تطلب أن نمد القوات الأوكرانية بالقذائف المدفعية والأنظمة الصاروخية لأنقاذ الهجوم المضاد الأوكراني الذى كاد أن يفشل ؛ وعليك أن تفكر مليا … لما تمد روسيا مصر بالقمح بأسعار مخفضة ؛ وتتعهد ليل نهار بمحصول القمح . عليك أن تسال نفسك وتكرر السؤال … لو ذلك الجندى الذى تسلل داخل حدود الكيان المحتل وقتل جنودا لقوات الأحتلال من دولة غير مصر ؛ كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي ؛ لو لم تكن مصر هى تلك الدولة التى تنكسر على أبوابها السيوف لما لم تسيطر عليها قوات داعش التى ترعاها امريكا ؛ لو لم تكن مصر بتلك الصلابة والجيش القوى لما لم يسيطر الأتراك على حقول الغاز في المتوسط ؛ بل لما قبلوا المصالحة وتسوية الملف الليبى ؛ ان مصر شئت ام أبيت خى أحدى القوى العالمية التى تستطيع أن تغير نتيجة الحرب الدائرة بين الشرق والغرب إن انحازت إلى أحد المعسكريين .
وأخيرا أحب أن أنقل لسيادتكم تحيات كل أبناء الشعب المصري ؛ وخاصة الذين أستبدلوا المنتصف المقيت وأنحازوا إلى القيادة الوطنية الرشيدة المتمثلة في السيد الرئيس بعد مقالتكم تلك . حفظ الله الوطن قيادة وجيشا وشعبا 🔴📢🎤