وقائع تمزيق المصحف الشريف وحرقه فى السويد يوم عيد الأضحى، وتكرار تدنيسه الأسبوع الماضى فى الدنمارك والسويد، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى مسلسل غربى طويل. وهى وقائع تكشف عن طبيعة المجتمعات التى تحدث فيها، لا عن الإسلام والمسلمين. فالإناء ينضح بما فيه. ومثلما لا يجوز الصمت عن مثل تلك الوقائع
والأحداث الأخيرة كان أكبرها تلك التى جرت يوم عيد الأضحى. وباختصار، قام القضاء السويدى بإلغاء قرار للشرطة كان قد رفض طلبًا بمنح التصريح بمظاهرة لعنصريين أعلنوا صراحة فى طلبهم أنها مظاهرة «ضد القرآن» تهدف لحرق المصحف الشريف.
وقالت المحكمة إن الشرطة ليس من حقها منع المظاهرة لأن القرار «يمثل انتهاكًا للحق فى التعبير». ومن ثم انطلقت المظاهرة يوم العيد فقامت بتمزيق صفحات من المصحف ثم حرقها أمام المسجد الرئيسى فى العاصمة ستوكهولم.
وقيل آنذاك إن من ارتكب الجريمة من أصل عراقى. وكأن هذا التوصيف فى ذاته يقلل من حجم الجرم الذى ارتكبه ويعفى المجتمع وصناع القرار من المسؤولية.
وقد عاتب مسلمو السويد شرطة بلادهم لأنها لم تتخذ قرارات كانت من صلاحياتها قانونًا بعد حكم المحكمة، وتخص الزمان والمكان. فالشرطة من حقها قانونًا أن تحدد المكان الذى تسير فيه المظاهرة.
فكان بإمكانها أن تجعله بعيدًا عن موقع المسجد الرئيسى بالمدينة. وكان من صلاحيات الشرطة أيضًا أن تحدد للمظاهرة يومًا آخر غير يوم عيد الأضحى.
غير أن الأهم من هذا وذاك أن المسؤولين فى السويد أو الدنمارك الذين اعتبروا حرق القرآن أو تدنيسه من باب «حرية التعبير»
لم يشرحوا لنا لماذا لا يعتبرون الحركة العالمية «السلمية» لمقاطعة إسرائيل من باب «حرية التعبير»، ولماذا يجرمونها ويحظرونها؟! ومع ذلك يظل السؤال السابق مجرد انتقاد لما حدث ولا يشرح الفعل نفسه. والوقائع الأخيرة المتكررة ليست الأولى هذا العام، إذ سبقتها واقعة، يناير الماضى، حين سمحت السويد لسياسى دنماركى بتمزيق المصحف فى ستوكهولم.
وخلال العقد الماضي تزايدت حالات حرق القرآن في أوروبا حيث اعتقلت الشرطة البريطانية عام 2014 شابا قام بتمزيق نسخة مترجمة للإنجليزية من القرآن الكريم ووضعها في التواليت ومن ثم حرقها، قبل أن تفرج السلطات عنه بكفالة، بحسب موقع “بيزنس إنسايدر”. وبعد ذلك بعام، أي في 2015 أحرق رجل دنماركي يبلغ من العمر 42 عاما نسخة من المصحف الشريف في فناء منزله الخلفي ونشر مقطعا مصورا ينقل فعلته
.وبعد نحو عامين، وجهت إليه السلطات الدنماركية تهمة التجديف (الكفر) بسبب حرقه نسخة من القرآن، والتي يعاقب عليها القانون بالسجن 4 أشهر كأقصى حد، لكن الادعاء العام قال إنه في حال إدانته بالتهمة الموجهة إليه سيتم تغريمه فقط.
وتكرر الأمر كذلك عدة مرات بين عامي 2019و2022 في كل من السويد والنروج، دون اتخاذ إجراءات قضائية حازمة تجاه هؤلاء الأشخاص، بدعوى ح”حرية التعبير”. وهذا ما أكده وزير العدل السويدي ليبرر أفعال هذا المتطرف والسماح له بحرق نسخ القرآن،
وللأسف بحماية الشرطة في مؤتمر صحافي بقوله نعيش في ديمقراطية فيها حيز واسع جداً لحرية التعبير والإعلام، ونحن نعتز بذلك، ولا توجد لدينا أي نية بتضييق مجال الحريات حتى ولو تم استغلالها من قبل يميني دانماركي للتحريض على الكراهية والشقاق واحداث العنف وهو أمر مؤسف.
إنه من الصعب علينا، أن نفهم كيف باتت حرية التعبير في أوروبا محصورة في حرق القرآن الكريم، والتطاول على الإسلام، وعلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ونشر الرسوم الكرتونية المسيئة في استفزاز ليس موجها لأبناء الجاليات المسلمة فقط، وانما لكل المسلمين في كل بقاع الأرض.
تحديات كبيرة تواجه الأمة الإسلامية، الأمر الذي يحتم على علماء الإسلام ضرورة توحيد الخطاب الإسلامي، لمواجهة حملات الكراهية و العنصرية التي تستهدف عقيدة المسلمين، وقرآنهم الكريم.
و في الختام لابد أن نردد التساؤلات التي تدور على ألسنة ملايين المسلمين حول العالم؛
لماذا أصبح المسلم ومقدساته الإسلامية.. عرضة للأذى و الهجوم من كل متطاول و حاقد ؟ وكيف يتم حرق القران الكريم ولا نرى أثرا لذلك في شوارع و عواصم العالم العربي والإسلامي؟ أين هي أمة المليارين من حرق وتدنيس نسخ الذكر الحكيم