غرائز مريضة وشهوات فاسدة
بقلم : حسن اعتماد
خلق الله تعالى الإنسان في اجمل صورة ووهبه العقل ليزن الأمور ويختار بخصائص عقله الراجح الأجود من الامور وينتقي ما فيه نزاهة له وبقاء في أحسن حال ويصتفي كل جميل ويبتعد عن كل حقير .
وأعطاه قدرات متعددة وافكار متنوعة حتى يصل للنفع لا للضرر وجعل معه من الأمور المسخرة له ما يضمن بقاءه واستمراره لنفع نفسه وإخوانه من البشر
وخلق معه الغرائز ضمانا لاستمرار وجوده في أحسن حال ومن هذه الغرائز غريزة الطعام والجنس مثلا وغيرها من الغرائز وجعلها الله بحساب وحدود اكرر بحدود لا تعدي عليها ابدا
وفرض عليه العقاب إذا تعدها وأمثل لكم بغريزة الاكل و الطعام فالاكل والشرب مباح كطعام يطعمه الإنسان ويستطعم ويستمتع ويتلذذ به ويسعد نعم ليسعد ما دام بحق وفي خير
فإذا تعامل مع الطعام بشكل شره وبنهم كبير كشهوة مستمرة ونسي الحدود كأبسط أمر أن ثلث المعدة للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس والهواء وأكل بشراهة أصبح كالحيوان بل واضر بنفسه ضررا بالغا
وكان الطعام بناء على الاسراف فيه و هو ذاته وسيلة بناء للجسم وبقاء للقوة والحياة تحول و صار وسيلة هدم وفناء فكيف ذلك ؟
ذلك إذا كان وسيلة الوصول إلي المال من أجل الطعام حراما باي شكل من الأشكال كان هذا الطعام حراما بسبب طريقة الوصول إلى الطعام وكان سبب للعقاب على الاكل من حرام و هو سبب الأضرار بالنفس والعقاب
او كان الطعام ذاته نوع من الأنواع المحرمة لذاته مثل أكل الميتة مثلا فكان سبب في ضرره
أو كان الطعام حلالا مباحا وبمال حلال لكن اتبع شهوته واسرافه فيه واعتاد أن يأكل كثيرا كثيرا جدا وتكبر المعدة وتزداد مع الايام الشراهة و كانت كثرة الأكل سببا لامراض متعدده ومسببا السمنة الزائدة الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام
وهنا تحول هذا الشهواني الشره لانسان مريض عاجز يحتاج من يعينه وكأنه وقع في عقاب قد طبق عليه بسبب اسرافه وكان بدنه السمين المريض سجن له وهو فيه سجين شهوته وجسده الضخم
لذا كان على الإنسان استخدام عقله لاختيار الصواب والبعد عما يضر أو يمرض وعليه أن يقوي إيراداته في مقاومة ضعف النفس والحقد والغيرة والحسد والكراهية ومرض الشهوة والافراط وعليه البعد عن الضار بل والصوم حفاظا على النفس لو وجب
ومثل ذلك تماما من تحول عنده أمر الكلام من كونه فطرة وميزة ميز الله بها الإنسان عن باقي المخلوقات وجعلها الله للتواصل والتحاور الجميل البنٓاء المفيد وزرع الخير والسعادة ونشر الفضيلة تتحول إلى ثرثرة وكأنها غريزة مريضة تقود نفس صاحبها الضعيفة ليثرثر كثيرا وينقل آفات فكره بالنميمة و الخبث والتهامز والتلامز والوقيعة بين الناس ونسي أن أكثر ما يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة هو اللسان. نعم اللسان الذي أبيح له الكلام لكن الكلام مثل الطعام فيه الحلال والحرام والمحرم بسبب أمر والمحرم في ذاته والممرض لكثرتها فاذا استخدم اللسان في ما يضر أو يمرض المجتمع ويؤذيه بالتنقل بالنميمة بين الناس وتحول الكلام لشهوة ضارة تعبر عن نفس مريضة تؤذي الأشخاص والبيوت والمجتمعات وهنا وجب العقاب
أمثلة هذه الألسن تحتاج فعل الأمم السابقة التي كانت تجازي الكذابين بقطع اللسان أو قصه بآداة حدة أو وضع قفل على هذا الفم المريض الذي يكب خبائثه الضارة النتنة المريضه بوقاحة في عقول الناس
هذا الفم الذي يغتاب شبه كأنه يأكل لحم أخيه ميتا
ومن المعروف كما في المثل الشعبي العيار الذي لا يصيب يدوش فمثل هذه الأكاذيب تكرارها من نفس مريضة قد تخيل للآخرين صدقها وتضر بشخص نبيل من الصالحين وقد تفسد حياة المجتمع وتبني الحقد والكراهية
كل هذا بسبب نفس مريضة اعتادت أن تنقل خيالها المريض في سم يملأ الفم واللسان و يشتهي ما يضر وقد تناست هذه الشخصية أن هناك ملكين وضعهم الله يسجلان ما يقال من خير وشر وان شهوة أقولها قد تكون سبب عقابها في الدنيا والآخرة