كم نحن بحاجة إلى كلمات شروق الشمس الإيجابية لكن الأسباب والمسببات تجرنا إلى كلام غروبها. شاء القدر أن تواجدت بإحدى المجالس العربية في جلسة سرية مغلقة لنواب الأمة،خصص جدول عملها لمناقشة الأزمات التي تعيشها الشعوب العربية. لكن سرعان ما أثار انتباهي أن الكراسي فارغة لكنها مليئة بالغائبين في انتظار نهاية الجلسة من أجل الدخول إلى قاعة المطعم الفخمة الشاسعة لتناول وجبة الغذاء الشهية. حينها اكتشفت أن ضعف العرب رقم صعب وصادم يجعلهم يرون انفسهم في الماضي (الحضارة،الشهامة، الرجولة، المروءة، النخوة) خوفا من المستقبل، لأنه استحال عليهم مواكبة التطور التكنولوجي الغربي،كونهم يلتجؤون دائما إلى العقل القياسي الذي يستقي مرجعيته من النصوص القديمة معتمدا على التقليد من أجل المقارنة نتيجة تداول المعطيات الغريبة والمتجاوزة. فالمطلوب عدم تغييب المحاور التبيينية الأساس كآليات للعمل الجدي اعتمادا على الفهم كمفتاح لجميع الأجوبة الإنتاجية بعمق ومصداقية، لأن المعرفة تبقى أسيرة أدواتها. فالسقف المعرفي ليس بحاجة إلى تمجيد. لأن مفهوم الإتفاق المعرفي رهين بالتباين الايقاعي على أسس محاور التقدم كرؤية انبهارية إيجابية تخضع إلى المعايير المنهجية، الهدف منها إثبات الظواهر الدلالية من منظور العقل في العمل الإبداعي.لأن المشاركة المتقطعة وغياب دعم البحث العلمي يمثل الإقصاء المباشر للثوابت البنيوية في عالم التحديث. هكذا ظلت تراكمات الأزمات العربية تحت سيطرة رعاة اقتصاد الريع والفساد. وفي انتظار الإستقصاء الدقيق لهذه المرحلة، نحن جادين في تنزيل إضافات فاصلة بين عقدة النقص وشحن محرك التنمية بأجود التقنيات الفعالة كدراسات استشرافية تساهم في تطوير تدبير شؤون هذه الأمة في سياق الصيغة السلوكية من غرض التنسيق كفرضية بخلفية نقدية من ذوي الإختصاص تحت ضمانات توفر شروط الإلتزام بالوصفة النهائية للمبادرة التي يراهن عليها الجميع. لأن عدم التعلم ورفض التغيير و تضييع الوقت وخلق الأعذار من أسباب الفشل الذريع. إذ لابد من تحديات وقراءات مسؤولة مزدوجة كمحطة رئيسة أولية للإشتغال بالأسباب المضمونة استنادا إلى مرجعيات القانون بالمفهوم الصحيح للعدالة، غايتها كشف الحقيقة من أجل الانتصار إلى الوجود الإنساني المتجدر. هكذا ستتم القطيعة استنادا إلى الرؤية التأويلية للبنود الوضعية على المستوى التدبيري المرتبطة بالفساد الذي لا يخدم المجتمعات.