لا إكراه فى الدين .. الطريق الأوحد لنبذ التطرف بقلم المفكر العربى على محمد الشرفاء
لا يمثل المتطرفين جميع المسلمين، بل هم فئة ضئيلة ومتطرفة تعتبر مستثناة وتمثل نسبة صغيرة جدًا من الأفراد الذين يعتنقون الإسلام.
قد يكون التطرف نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمعات الإسلامية، مثل الاضطرابات السياسية، الفقر، الجهل، وعدم الاستقرار الاقتصادي، لكن الثابث في جميع الإشكاليات المتعلقة بالتطرف هو الاحتكام للتفسيرات الضيقة والمتشددة للنصوص الدينية دون أخذ السياق والمفاهيم الشاملة للإسلام بعين الاعتبار.
ويتعين علينا التركيز على التثقيف والتوعية، وتعزيز القيم السمحة والتسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والثقافات.
يجب أن تكون هذه الجهود شاملة ومستدامة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كما يجب على المسلمين تبني الفهم الصحيح للإسلام والاحتكام إلى تعاليمه السمحة والشاملة التي تدعو إلى العدل والرحمة والمحبة والسلام وهو ما يوضحه المفكر علي محمد الشرفاء الحمادي في مقاله “فلسفة القتال والجهاد في كتاب الله.. قتال المعتدين” أن الله شرع للإنسان حق الدفاع عن النفس فقط، وحرم عليه الاعتداء على الناس بأي وسيلة كانت، وأقر الله في شريعته بأنه لا يحب المعتدين، ولكن المسلمين الأوائل حرفوا شريعة الله في حق الدفاع عن النفس وتحريم العدوان، بأنهم وظفوا كلمة الجهاد التي تعني مجاهدة النفس ليست قيم سلوك الإنسان كما أمره الله في اتباع شرعته ومنهاجه في القرآن الكريم.
وقد تناول الكاتب في هذه القطعة موضوع الدفاع عن النفس والعدالة الإلهية في الإسلام. تتحدث القطعة عن آية قرآنية تشرح أن الله شرع للإنسان حق الدفاع عن النفس فقط، مع حظر الاعتداء على الناس بأي وسيلة كانت، وأن الله لا يحب المعتدين.
فوفقًا لفهم القطعة، أن المسلمين أصحاب الأغراض والمصالح قد حرفوا هذه الشريعة ومفهوم الجهاد، حيث وظفوا مصطلح “الجهاد” الذي يعني مجاهدة النفس ليسقطوا الآية الأولى (حق الدفاع فقط) ويفسروا الجهاد على أنه مجاهدة المؤمنين بشكل عام، وهو مفهوم غير دقيق.
يشدد على أهمية العدل والحكمة في التعامل مع الآخرين ويدعو إلى ضرورة اتباع شريعته ومنهاجه المحددين في القرآن الكريم. يجب على المسلمين أن يمارسوا الجهاد الحقيقي، والذي يبدأ من داخل النفس في محاربة الشهوات النفسية والانحرافات، ولا يعني العدوان على الآخرين بدون مبرر شرعي.
كما ان الإسلام يشدد على أهمية العدل والحكمة في التعامل مع الآخرين ويدعو إلى ضرورة اتباع شريعته ومنهاجه المحددين في القرآن الكريم. يجب على المسلمين أن يمارسوا الجهاد الحقيقي، والذي يبدأ من داخل النفس في محاربة الشهوات النفسية والانحرافات، ولا يعني العدوان على الآخرين بدون مبرر شرعي. وأوضحت القطعة ان تحذير الإسلام من المعتدين والدعوة إلى العدل والمساواة في المعاملة مع الآخرين هي أسس أخلاقية تهدف إلى تحقيق السلم والأمان والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع والأمم. ويتوجب على المسلمين فهم هذه القيم والتزامها في حياتهم اليومية للوفاء بأوامر الله وتعاليم الإسلام الصحيحة. وقد أوضح الشرفاء ان الله حذر الله رسوله عليه السلام بعدم إكراه الناس على الدخول في الإسلام في قوله سبحانه (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ). حيث نعتقد أن في الآية من سورة يونس، يُعلم الله رسوله محمد (عليه السلام) بأنه لو شاء ربه لجعل جميع سكان الأرض مؤمنين بالإسلام، ولكن الله لم يختار هذا النهج. بدلاً من ذلك، أعطى الإنسان حرية الاختيار والإرادة، ولن يُكره أحدًا على دخول الإسلام أو الإيمان به. تحذير الله رسوله من إكراه الناس على الدخول في الإسلام يؤكد مفهوم الحرية الشخصية والاختيار الذي أعطاه الله لكل إنسان. يُعلم المسلمين أن الإيمان يجب أن يكون خيارًا شخصيًا وإخلاصًا من القلب، ولا يجب أن يفرض على أحد بالقوة أو بالتهديد.
وهذا النهج يؤكد على أن الإسلام هو دين تعلن فيه الحقيقة بوضوح ويدعو الناس لقبوله بعقولهم وقلوبهم. يتوجب على الدعاة والمسلمين أن يقدموا الدليل والحجج القوية للناس، ولكن لا يمكنهم أن يُجبروا أحدًا على الإيمان. إن الدعوة الإسلامية تركز على الحوار البناء والتعايش السلمي بين الأفراد والأمم، وتحترم حقوق الجميع في اختيار الدين الذي يؤمنون به.
وقد أشار الشرفاء في مقاله الي ان غزو الأوطان يتنافى مع الإسلام مؤكدا علي انها دعوة الشيطان الذي يحرض على الجرائم وارتكاب المعاصي بخداع الناس باسم الجهاد، وحينما يذكرنا الله سبحانه بوصف الرسول عليه السلام بالأسوة في قوله سبحانه (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) (الأحزاب -21) ليتأسى به المسلمون، وقد جعل الله رسوله قدوة للمسلم الحق والمؤمن الصادق بكتابه والعمل بشرعته ومنهاجه. ومما سبق يُعبر الشرفاء على أن غزو الأوطان واستخدام الجهاد باسم الدين يعدان انحرافًا عن الإسلام الصحيح. وفيه يُذكَّر بأن الإسلام دين سلام وأن الجهاد الحقيقي يكون بمعنى المجاهدة النفسية والاجتهاد في اتباع شريعة الله ومنهاجه. هناك عدة نقاط يمكن تحليلها من النص: حيث يُفهم من النص أن غزو الأوطان يعتبر أنه ضد تعاليم الإسلام الحقيقي، وأنه دعوة شيطانية لارتكاب الجرائم والمعاصي. وهنا يُشير النص إلى أن الإسلام يدعو إلى السلام والتعايش السلمي بين الناس والأمم، وأنه لا يجيز اعتداءً على الأوطان بشكل عشوائي. كما ان النص يلمح إلى أن الشيطان يحرض على استخدام مصطلح الجهاد بطريقة خاطئة وملتوية لتحقيق أهدافه الشريرة. يتم استخدام مفهوم الجهاد لإقناع الناس بأفكار غير صحيحة ومشوهة عن الدين. وقد يشير النص إلى أن الرسول محمد (عليه السلام) هو القدوة الحسنة للمسلمين، ويجب على المؤمنين أن يتأسوا به في تحقيق توجيهات الله والعمل بشريعته ومنهاجه. يتوجب على المسلمين اتباع أخلاق النبي وتعاليمه السمحة والرحيمة.
في النهاية، يجب أن نذكر أن الإسلام هو دين واسع وشامل، وتتعدد الآراء والتفاسير حول القضايا الشرعية. يتوجب علينا أن نسعى إلى فهم الدين بناءً على المصادر الشرعية الصحيحة والتعلم منها بشكل دقيق وشامل.