كتبت نجوى نصر الدين كل عام وانتم بخير نحتفل بعد أيام قليلة بحلول العام الهجري الجديد عام 1445ه وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من مكة إلى المدينة ليس لمجرد بناء دولة وإنما لبناء نموذج للمجتمعات الإنسانية والإسلامية قائمة على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ووثيقة المواطنة مع غير المسلمين الذين يحملون جنسية المدينة بالاضافة الى إقامة مجتمع زراعى وصناعي يحقق الاكتفاء الذاتي لقد كانت هجرته المباركة صلى الله عليه وسلم روحا جديدة عبر عنها أحد الصحابة الكرام انس بن مالك رضي الله عنه فى قولته المعروفة التى ذكر فيها أنه عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة بعد نجاح هجرته أضاء منها كل شيء ومن الملاحظ فى الهجرة النبوية أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطط للهجرة فى كل جهاتها واتجاهاتها باذلا كل ما فى استطاعتهم أسباب يسرها الله له وكان من بين تلك الأسباب أن النبى صلى الله عليه وسلم كتم أسرار الحدث الذى ينوى القيام به وهو الهجرة فكان استخفاء الرسول بهجرته أشق على نفوس الكافرين من هجرته فى العلن لتربصهم به وقام صلى الله عليه وسلم بالاختباء مع صاحبه الصديق أبو بكر فى الغار الذى استودعته العناية الإلهية مصير الرسالة الخاتمة ومستقبل الحضارة الإسلامية بأكملها وكان اختيار ذلك الغار جنوبا فى اتجاه اليمن لتضليل الكفار وقد مكث الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ثلاث ليال حتى تخمد أنفاس المشركين فى البحث عنه وعن صاحبه ومع كل الأسباب التي لم يأل الرسول صلى الله عليه وسلم جهدا فى اتخاذها إلا أنه يجب العلم بأن الإنسان كثيرا مايرتب مقدمات النصر بقدر ما يسعى ثم يأتي عون الله أعلى يجعل النصر مضاعف الثمار كالسفينة التى يشق بها الربان الماهر عباب السماء فإذا التيار يساعدها والريح تهب إلى وجهتها فلاتمكث غير بعيد حتى تنتهى إلى غايتها فى أقصر من وقتها فما بالنا لو كان ذلك في رعاية الله تبارك وتعالى لننتهز بداية السنة الهجرية لمحاسبة النفس قبل فوات الاوان فإن كانت أعماله خيرا حمد الله وعاهده على الإكثار من الخيرات وان كانت أعماله ليست على الخير فليسارع بالتوبة ويقاطع المعصية ويجدد النية لاستدراك ما كان من تقصير وانتهاز ما بقى من فرص النجاة مع ادراك قيمة الوقت والحياة كل عام وانتم جميعا بخير تحياتي نجوى نصر الدين