كتب/ أيمن بحر
حصلت شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات على عقد ضخم فى اليوم الأول من معرض باريس الدولي للطيران مع الإعلان عن أكبر طلبية على الإطلاق للطائرات المدنية فى حين انضم الرئيس الفرنسى الاثنين إلى حشد كبير من المشاركين في الحدث العائد بعد أربع سنوات إثر الجائحة.
دشنت الطلبية التى تشمل 500 طائرة لشركة الطيران الهندية منخفضة التكلفة إنديغو انطلاقة معرض الانتعاش الجوي كما طاب للمنظمين تسميته بعد أن شل فيروس كورونا القطاع في 2021، وتسبب بإلغاء معرض لوبورجيه التجارى الذي يقام كل عامين، ونُظمت أخر نسخة منه فى 2019.
وصل الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على متن مروحية H160 وهي أحدث إضافة إلى مجموعة مروحيات ايرباص فى ما أراد قصر الإليزيه من خلاله التأكيد على ضرورة إزالة الكربون فى قطاع الطيران فى مواجهة تغير المناخ اذ ان المروحية تزود بوقود طيران مستدام بنسبة 30 بالمئة من أصل غير أحفورى.وشاهد ماكرون اولى العروض الجوية عندما قامت مروحيات وطائرات رافال القتالية وحتى من طراز إيرباص اي321 اكس ال ار النسخة الطويلة المدى من الطراز الأفضل مبيعا بعروض فى سماء ملبدة بالغيوم.
على الأرض توجهت الوفود الأجنبية إلى مواقع العرض للشركات لإتمام الصفقات فى سرية تامة.
ويتميز هذا المعرض الأكبر فى العالم من حيث عدد الزائرين والذى من المتوقع أن يستقبل 320 ألف شخص بطلبات ضخمة من الطائرات وعروض الطيران والعروض التكنولوجية.
وتنظم النسخة الرابعة والخمسون فى ظل أزمة المناخ والضغوط المجتمعية التى تمارس على قطاع يساهم فى نحو 3 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية.
استفاد ماكرون من زيارته للدفاع عن نموذج اقتصادى واجتماعى قائم على الابتكار والإستراتيجية الصناعية لتحقيق رصانة بيئية معقولة وشفافة و غير عقابية فى مواجهة نموذج يرغم على التخلى عن النمو.يشارك فى هذا الملتقى 2500 عارض ويلتقى ماكرون بعضا من 1130 من الشركات الفرنسية المشاركة والتى تجعل من قطاع صناعات الطيران والفضاء المساهم الأول فى الميزان التجارى الفرنسى (22,7 مليار يورو فى 2022).
وسبق للرئيس الفرنسى أن أعلن الجمعة خطة بقيمة 2,2 مليار يورو لمواكبة التكنولوجيا التى تسمح بخفض بصمة الطيران الكربونية. ويمرّ ذلك خصوصا عبر تطوير وقود مستدام للطيران.
واستعرض ماكرون فى جناح إيرباص خارطة الطريق التكنولوجية للمجموعة لتحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050 وهو هدف يصبو إليه قطاع الطيران العالمى.
ومعرض لبورجيه، الذي يقام كل سنتين، يقدَّم على أنه معرض الانتعاش بعد الجائحة التى أدّت إلى نضوب خزائن شركات الطيران وأحدثت اضطرابات طويلة فى سلاسل توريد المصنّعين.
وقال غيوم فورى رئيس مجموعة إيرباص وتجمّع صناعات طيران والفضاء الفرنسية الذى ينظم المعرض إنها عودة إلى الحماسة التى يولّدها المعرض
يظهر الاهتمام الكبير بالمعرض أن الشغف بالسفر جوا ما زال موجودا وهذا نبأ سار كما أوضح المدير العام لشركة إيزى جيت برتران غودينو.
لكن من منظور 14 منظمة غير حكومية تعنى بحماية البيئة يجسد معرض باريس الجوى على العكس إنكارا لمشكلة المناخ. واضافت المنظمات من دون الحد من حركة الملاحة الجوية لن نتمكن من الحد من الانبعاثات أو الضوضاء أو التلوث الناجم عن هذا القطاع فى الوقت المتاح.
وفيما حركة الطيران العالمية بصدد العودة إلى مستواها ما قبل كوفيد تسعى الشركات إلى تجديد اسطولها من خلال طائرات أكثر مردودية تستهلك كميات أقل من الوقود وتُصدر انبعاثات أقل من ثانى أكسيد الكربون لتلبية شرط تحقيق الحياد الكربونى بحلول 2050.
ويبقى السؤال حول عدد الطلبيات التى ستتلقاها كل من إيرباص وبوينغ.ويقول غيوم فورى سيترقب الجميع الطلبيات الكبيرة لكن مع غياب الأحداث الكبيرة خلال الجائحة فقدت نسبيا عادة تركيز كلّ شىء خلال المعارض لذا لست متأكدا من أننا سنكون أمام الدينامية نفسها التى كانت لدينا قبل كوفيد.
وسيشهد المعرض طلبيات بالتأكيد حسب ما يؤكد ستان ديل مدير قسم الطائرات التجارية لدى بوينغ الذى قال للصحافيين الأحد إن هدفنا الرئيسى يبقى الاستمرار فى العمل مع القطاع للتعافى من كوفيد.وفيما يتعلق بطلبية شركة إنديغو الهندية لشراء 500 طائرة إيرباص إيه-320. قال الرئيس التنفيذي للشركة بييتر إلبيرز إن هذه الطلبية البالغة قيمتها 55 مليار دولار بحسب لائحة الأسعار الرسمية هى الأكبر من نوعها فى تاريخ الطيران المدني وخطوة تاريخية للشركتين.
ومن المتوقّع تسليم الطائرات بين 2030 و2035.