قام السيد ” حمدين صباحي ” رئيس حزب الكرامة المصري بزيارة دولة لبنان ؛ وقد التقى خلال الزيارة بالزعيم الشيعى ” حسن نصر الله ” زعيم حزب الله الموالى لأيران . وقد أدلى صباحى بعد الزيارة بعبارات المدح فى الزعيم الشيعى ؛ معتبرا أياه رمزا من رموز المقاومة ضد الأحتلال الإسر / ائيلي ؛ مصورا اللقاء بأنه نقطة تلاقى لقوى المقاومة العربية ضد الأحتلال ؛ مصرحا بأن السيد نصرالله بقيمته على رأس المقاومة فى مواجهة العدو الإسر / ائيلي مدافعا عن الحق العربى فى تحرير فلسطين ؛ وبرؤيته وصموده قادر على إيجاد حل للقضية الفلسطينية ؛ معلنا بأن كل أتفاقات السلام بين الدول العربية والكيان المحتل لا تعبر عن أرادة الشعوب ؛ وأن هذه الأتفاقات لا قيمة لها ؛ ولا تعدو ” حبر على ورق ” بدء من أتفاقية كامب ديڤيد وصولا بالأتفاقات الأبراهيمية التى وقعتها بعض دول الخليج … !!!
كل هذه التصريحات النارية العنترية والتى جعلت من نصرالله هو حامل لواء القضية الفلسطينية ؛ متجاهلة شهداء الشعب الفلسطيني ؛ وقادة الفصائل والقيادات الفلسطينية المنتخبة سواء من ” فتح ؛ أو الجهاد ؛ أو حماس “ هل فعلا المقصود منها هو تحرير فلسطين … ؟؟؟
ام لهذه الزيارة أسباب أخرى ؟؟؟ … خاصة : وقد سبقت هذه الزيارة ؛ زيارة تلميذه النجيب النائب السابق ” أحمد طنطاوي ” والذى برر زيارته للبنان بأنها زيارة تعليمية كما أدعى أنفا … !!! ومن المعروف أن طنطاوي قد أعلن أنه بصدد ترشيح نفسه فى الأنتخابات الرئاسية القادمة . فهل تكون زيارة الأب الروحى واللقاء مع نصرالله والمعلقات الشعرية وعبارات المدح والتفخيم … فعلا من أجل القضية الفلسطينية ؟ … أم من أجل أستجداء الدعم الإيرانى لمرشح الرئاسة الأبن … ؟؟؟ هذه الزيارة لها أبعاد عديدة و عدة رسالات مبطنة : أولها : يخص القائمين على ترتيب المشهد السياسي المصرى ؛ والذين تعاملوا مع المعارضة المصرية وذوى الرأى بمنتهى الغشم السياسى ؛ فقاموا بسجن البعض منهم وحذف وتخوين البعض ؛ وتحويل المجالس النيابية إلى ما كانت عليه ايام عز جمال مبارك ؛ وكان الأحرى بهم مجابهة الرأى بالرأى وترك مساحة للأختلاف السياسى .
ثانيا : فيما يخص البعض من تيارات المعارضة المصرية ؛ والتى لا تمثل إلا زعمائها ومنتميها ولا يمثلون الغالبية والعموم ؛ والذين أبدوا استعدادهم للتعاون مع أى جهة حتى لو كانت جهة ذات اختلاف جوهرى وعقائدى ومذهبى ؛ بل وترقى إلى مصاف الأعداء فى سبيل هدف منشود ؛ وهذا ما يرفضه الشعب المصري بأغلب طوائفه وفئاته .
ثالثا : هذا اللقاء قد يكون له بعد أقليمى ودولى ؛ ربما جاء في توقيت مناسب ك رد فعل شعبوى عربى ضد الحكومة اليمينية المتطرفة في إسر / ائيل ؛ والتى تخطت كل الحدود وتوجب الرد عليها شعبيا ؛ وربما يكون هذا التوجه لا يعارض الرؤية المصرية والعربية تجاه غطرسة الكيان المحتل .
مما سبق توجب على أصحاب القرار والنخبة السياسية في مصر ؛ أن تأخذ في الأعتبار طموحات الشعب المصري فى مجالس نيابية حقيقة من الآن فصاعدا ؛ بل ويكون بها نواب يعبرون عن هموم المواطن المصري ويتكاتفون مع بسطاء هذا الشعب ؛ ويساندون القيادة السياسية الوطنية المخلصة المتمثلة في السيد الرئيس الذى تحمل المشقة بمنتهى الصبر والحكمة في سبيل رفعة هذا الوطن .