شارك الشاعر ناصر فولى بعد سنوات من البحث والعناء تجاوزت ثلاث سنوات بين محافظتى قنا والأقصر استطاع الباحث ناصر فولى ابن مركز نقاده بمحافظة قنا المقيم بمحافظة البحر الأحمر مدينة الغردقة أن يكشف الغمام والتهميش عن حياة وتاريخ 90 شاعراً راحلاً من أبناء المحافظتين اثروا الحياة الأدبية بإبداعاتهم فى القرنين التاسع عشر والعشرين ليعيد إحياء تاريخ وسيرة شعراء و أدباء كانوا فى عداد المغمورين رحلة الباحث ناصر فولى التى بدأت عام 2001 برعاية من (معجم البابطين) لم تكن طرقها مفروشة بالورود والأزهار كما رائحة الشعراء الراحلين لكنها كانت رحلات مليئة بالصعاب والأشواك التى تركت آثاراً واضحة من الجهد والتعب على جبهة الباحث الذى قرر أن يستكمل مسيرته ولا يستسلم لكل المعوقات والمحبطات التى أعاقت طريقه ومسيرته الهامةالتكنولوجيا التى يسرت الكثير من الأمور المتعلقة بالبحث والتقصى وحولت العالم الواسع إلى قرية صغيرة فى الوقت الراهن لم تكن متاحة خلال فترة عمل الباحث لتيسر مهمته الجليلة فى إحياء تاريخ الشعراء الراحلين بل كانت المواصلات التقليدية هى السبيل الأول للتنقل بين القرى والمراكز، للبحث عن سيرة الراحلين من مصادر قريبة منهم. قدرة الباحث على السير مترجلاً و المشى لمسافات طويلة كانت أمراً ضرورياً للوصول إلى مناطق كثيرة لم يكن متاحاً للسيارات دخولها لأسباب متعددة بعضها لعدم وجود طرق مهيأة و أخرى لأسباب قبلية تفرضها طبيعة المناطق التى يقصدها فضلا عن المعاناة مع الكلاب الضالة التى كانت تواجهه خلال رحلته التى تبدأ يومياً من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل رحلة البحث عن شعراء القرنين التاسع عشر والعشرين بمحافظتى قنا والأقصر كشفت النقاب عن 90 شاعراً قدموا أعمالاً أدبية توزن بماء الذهب كما يقولون لكن الكثير منهم لم يقتصر دوره على اثراء الحياة الأدبية فحسب بل كان لهم دور هام فى الحياة السياسية لم يتناقله الكتاب فى مؤلفاتهم قال الباحث والشاعر ناصر فولى فكرة البحث عن تاريخ وسير الشعراء الراحلين من أبناء قنا ومعها الأقصر قبل انفصالها عن محافظة قنا بدأت فى 2001 واستمرت حتى 2003 عندما كنت أعمل مع مؤسسة البابطين للإبداع الشعرى والتى حملت على عاتقها كشف الغمام عن سير الشعراء المغمورين، وتسجيلهم فى معجم سمى بـ (البابطين) فعرضت عليهم أن أتولى مهمة البحث عن الشعراء غير المعروفين فى محافظتى لتدون فى المعجم مع شعراء كبار أمثال أمير الشعراء أحمد شوقى وحافظ ابراهيم و أمل دنقل وغيرهم من كبار الشعراء وخلال رحلتى التى كانت باشراف من الدكتور أحمد الطعمى اكتشفت روائع ودرر لشعراء لم ينالوا حظهم من الشهرة وهو ما دفعنى لاستكمال مهمتى الشاقة والتى عانيت فيها معاناة شديدة للوصول إلى الشعراء المجهولين بالنسبة للكثير من الناس وتابع فولى وقتها لم يكن هناك انترنت ولا موبايلات كما هو الحال الآن وهو ما كان يستوجب أن أبذل جهداً مضاعفاً للوصول إلى مصادر قريبة من الشعراء الراحلين وكان يستدعى فى كثير من الأحيان أن أبيت فى منزل أحد الشعراء الذين أكتب عن سيرتهم وتاريخهم لأن عملية التدوين لم تكن مجرد أمر عابر ومعلومات سطحية فالدقة والموضوعية و تطبيق المعايير المهنية كان يستوجب أن أظل أسأل لساعات طويلةواستطرد فولى، لكن رغم المصاعب والعقبات الكثيرة التى واجهتها إلا أننى وجدت مساندة ومساعدة من مثقفين مهتمين بالأدب والثقافة وعلى رأسهم الراحل أحمد قاسم مؤلف كتاب شعراء قنا الراحلين والذى كان بمثابة دليل يهدينى إلى الشعراء المدونين فى الكتاب و أثناء الحديث مع أبنائهم و أحفادهم و أصدقائهم كانوا يرشدوننى لشعراء آخرين كانت تربطهم صداقات مع شاعرهم الراحل وكذلك الأديب والقاص الطيب أديب والشاعر الراحل محمود مغربى إضافة للدكتور أحمد الطعمى المشرف علي العمل معى فى المؤسسة.
و أوضح فولى بعد هذه السنوات فى رصد مسيرة 90 من شعراء قنا الراحلين صدر المعجم فى عشرون جزءاً فى العام 2009 ويجرى حالياً نشره تباعاً على جوجل محتوياً أسماء وسير الشعراء الراحلين لينصف معظم بعد عقود طويلة من الرحيل والنسيان ويعيد أسمائهم للمشهد الثقافى مزينة بأعمالهم التى تستحق الإشادة والتقديرو أشار فولى إلى أن المعجم بما يحويه من أسماء شعراء لهم قيمتهم حظى بإشادة من منظمة اليونسكو عن هذا الإنجاز العظيم والضخم مطالباً وزارة الثقافة أن يكون لها دور جاد فى إعادة إحياء سيرة الشعراء الراحلين الذين كانت لهم كتابات بالفصحى تستحق تدرس و يشار إليها وإلى أصحابها بالبنان.