في جميع الأحوال لا أحبذ الخوض في المواضيع الدينية، لكن لابد من الإشارة إلى الكواليس وخباياها المؤلمة في هذا المجال الذي ظل عرضة لضرب اليقين بالشك. ثلاثة يدمرن الدين: أئمة مظلون ،زلة عالم ، جدال في القرآن بدون علم. إن تراكمات القانون والفتاوى وازدواجية المفاهيم كطرح بنيوي يعمق الشرخ بين الإسلام كدستور إلهي ثابت و دهاليز المؤسسات ومراكز الفتاوى التي تخوض غمار التأويلات الوضعية، يساهم في خلق جدل عميق. لأن كنه نتائج المعرفة الدينة يتطلب عقلا دقيقا سليما خاليا من العصبية الجدلية التي يعاني منها العقل العربي الذي يرضخ لتأثير مجموعة من الأزمات كونه فاقداً للأهلية في إنتاج المعرفة في سياقها الصحيح. إذ يعتمد على الترادف والقياس والعقل الاتصالي الذي لا يهتم بالتدقيق في مصادر الحقيقة والوهم والموجود والغير موجود، لأن العقل الترادفي أو القياسي عاجزا عن انتاج المعرفة كحقيقة ثابتة. إذ أصبح فقهاء و دعاة مواقع التواصل الاجتماعي في صراع دائم مع جمهور المسلمين بين مد وجزر في تفسير أصول ومبادئ الدين الإسلامي حتى فيما يتعلق بالسور المحكمة. القلة منهم المصنفين في خانة المفكرين من يحملون بصمة الحكمة والقدرة على تفسير القرآن بناء على تشبثهم السليم بالإيمان الصادق باعتباره عماد الدين كما يثمن مصداقية الإسلام.لأن ضعف الإيمان كان ولا زال له تأثيرا سلبيا على البيئة العربية المسلمة، فمن بين أسبابه ومسبباته: التنازع بين التأويلات وتبني منطق التفهم في الموروث الإسلامي عبر منهج تساؤلي نقدي تفكيكي، لأن الإختلافات بين تاريخ الأفكار وتاريخ أنظمة الفكر لا تملك قدرة مواجهة الانحرافات. إذ من اللازم بناء الدين على العقل لنزع مشروعية الفتاوى المضللة، لأن الإسلام التطبيقي فعالية علمية تهتم بالعقيدة واليقين والإيمان في أحدث المناهج الكونية الوضعية من أجل القطيعة مع نظام الخطاب الديني المتشدد المرتبط بالإنتماءات والتوفيق والتلفيق بين الجماعات المتعددة التيارات والمذاهب. فالإسلام دين عقل وليس دين نقل يخدم الايديولوجيات الإستهلاكية دون وعي بخطورة الأمر. لأن الثقل المعياري للقارئ، يلزمه استيعاب التوجهات الفكرية و دراسة تفسيرات الدعاة من عدة زوايا، لأن مجمل الشروحات يغلب عليها طابع الخيال، مما يشكك في مصداقية بعض آيات الذكر الحكيم ونفي مصادر الحديث نتيجة طرح تصورات مغلوطة حسب المصالح والأهداف المتضاربة و باقي التفاسير. ومن منطق تصحيح المفاهيم عند المتلقي يجب عليه الإنتباه والتركيز في جلب المعلومة و تمحيصها قبل استهلاكها، لأن في مجملها هي مجهولة المصدر الموثوق السند.