تشتهر بلاد النوبة بملامح أهلها الهادئة و وجوهم السمراء التي تجذبك وتجبرك على تدبرها، تلك الوجوه التي تقابلها في النوبة الهادئة، صُقلت ثقافتها بخصائص مميزة وسمات خاصة، أتاحت الفرصة للمرأة أن ترتبط ارتباطا وثيقاً بطبيعة تلك البيئة الثقافية و التي نشأت منذ أقدم العصور التاريخية، فلكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية بل لكل بيئة من البيئات الثقافية، ثقافته خاصة تميز مقوماتها المادية وغير المادية، والتي تختلف بالطبع عن غيرها من الثقافات الإنسانية الأخرى، ويرجع ذلك إلي اختلاف المعاني والغايات التى يتصورها العقل في أزمنته وأمكنته المختلفة، بالإضافة إلي درجة تفاعل الإنسان ذاته ومدى استجاباته مع الوضع القائم في المجتمع، حول العادات والمعتقدات للمرأة النوبية حاضرت الباحثة منى صبري من الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية ثاني محاور الميراث الحضاري للثقافة النوبية ضمن الملتقيات الثقافية التيس تقدمها إعداد القادة عبر البث المباشر . موضحة أن التراث الثقافي لم يعد مقصورًا على ما بقى من الكتب المطبوعة ، أو ما تركته لنا الحضارات السابقة من أثار مادية شاخصة تتمثل في الكم الهائل من النقوش والهياكل والتماثيل ، ولكنه يضم ، ما يصدر عن الإنسان من فن شعبي يتوسل بالكلمة والإشارة والإيقاع وتشكيل المادة، وهو فن يحمل من عناصر الثقافة والأصالة ما يجعله أمينًا على القيم الإنسانية، والمثل الأخلاقية، والخصائص القومية لكونه يتمثل في تلك الأجزاء الصغيرة التى تتكون منها مواد الفنون الشعبية والمعتقدات النوبية الأصيلة التي تمتع بعوامل المرونة والحيوية، ليواكب التطور ونمو الحضارات الإنسانية، مما يشير ذلك إلي أن العقلية الجمعية الحاملة والناقلة لهذا التراث الثقافي الإنساني لا يعوقها عامل الزمان أو المكان عن إبراز تلك النماذج والمثل والأهداف، لكونها لا تهتم بالتواريخ ولا تشغل نفسها بمنطق السياق أو طاقة الزمان أو حتى الحاجز الجغرافي أيًا كان.