لواء دكتور / سمير فرج متابعة عادل شلبى أصبح الإرهاب الآن ظاهرة عالمية، حيث انتشرت الجماعات الإرهابية في كل أرجاء العالم، بل تنوعت أساليبها المختلفة من الاعمال القتالية الى التفجيرات الى الهرس بالعربات ولعل أخطر أنواع هذه العمليات الإرهابية هي التي تعتنق الإرهاب الديني، مثل حركات IRA في ايرلندا في السبعينات في المملكة المتحدة إنجلترا كما ان الإرهاب الذي يقوم على فكر الإسلام الديني المتطرف، وهو ما تعرضت له مصر ومنطقة الشرق الاوسط في خلال السنوات الماضية. ولقد حاصرت مصر هذا الإرهاب في الثلاث اتجاهات الاستراتيجية، حيث جاءت الجماعات المتطرفة من سيناء في الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي. بهدف إنشاء وإقامة الدولة الإسلامية، ثم جاءت الجماعات والحركات الإسلامية المتطرفة من الاتجاه الإستراتيجي الغربي من اتجاه ليبيا بعد رحيل القذافي وسقوط الدولة الليبية، وأصبحت ليبيا دولة بلا حكومة، لذلك جاء هذه الاتجاه الإرهابي من الصحراء الغربية. وفي الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، جاءت أيضا هذه الجماعات والحركات الإرهابية من السودان. بعد فشلهم في اختراق الحدود المصرية الليبية، ومنها بدأ التسلل إلى مصر من اتجاه الجنوب. ومن هنا كان على مصر أن تقوم بتأمين هذه الاتجاهات الاستراتيجية الثلاثة في وقت واحد ضد العمليات الإرهابية، ولكن كان أخطرها بالطبع، الاتجاه الاستراتيجي الشمالي الشرقي أو ما يطلق عليه الاتجاه السيناوي. وكانت البداية في أكتوبر 2004 بتفجيرات ضد هيلتون طابا، ومن بعدها ظهرت العديد من الجماعات الإرهابية الإسلامية في سيناء وهي أنصار بيت المقدس، جند الإسلام والتكفير والهجرة، والقاعدة، وجماعة التوحيد والجهاد، وكتيبة أنصار الشريعة، ومجلس شورى المجاهدين، وأجناد الأرض، وأنصار جند الله. ولقد بدأت القوات المسلحة والشرطة في عملياتها في سيناء للتصدي ومقاومة هذه العمليات الإرهابية حيث اشتدت العمليات الإرهابية في سيناء عقب أحداث ثورة 25 يناير 2011، في ظل غياب أمني في سيناء. حيث قامت القوات المسلحة المصرية في تلك الفترة بعملية النسر في عام 2012، وقامت بتنفيذ عملية أخرى باسم عملية سيناء وفي نوفمبر 2013 وبعد الإطاحة بالرئيس الأسبق مرسي، اعلنت جماعة بيت المقدس في سيناء إلى تغيير اسمها إلى ولاية سيناء وخصوصا بعد كلمة زعيم تنظيم داعش انذاك أبو بكر البغدادي. بقبول بيعة الجماعة، وظهر علم منظمة ولاية سيناء وعليه علم داعش، ومن هنا بدأت مصر العملية الشاملة في سيناء في فبراير 2018 وبدأت تعمل في إطار القيادة الموحدة التي أنشأتها القوات المسلحة المصرية شرق القناة، لكي تجمع فيها القوات البرية و البحرية والجوية وقوات الصاعقة وقوات حرس الحدود حيث بدأت في السيطرة على حركة الدخول والخروج من سيناء، وإقامة الحواجز للتفتيش عند تنقل الأفراد، وفرض حظر التجوال، وقد تم السيطرة على وبناء جدران عازلة على الحدود مع غزة. ولعل أهم هذه الإجراءات التي كانت بين سيناء وغزة. وهو تدمير الانفاق الذي وصل عددها الى أربعة الاف نفق لدرجة انه كانت في فترة ما وزارة في غزة تحمل اسم وزراة الانفاق التي تسيطر على كل ما يدخل من غزه الى مصر وبالذات في منطقة رفح، هذه المدينة التي تنقسم بين رفح المصرية والفلسطينية، حيث كانت أكبر مسارات ومداخل لتهريب الأسلحة والمتفجرات والقوات، كذلك نجحت القوات المسلحة في تدمير ملاجئ العناصر الإرهابية، ومراكز المعلومات والمراكز الإعلامية. وجاء عام 2020 ليشهد تضييق الخناق بالكامل على هذه العناصر الإرهابية، التي تركزت في البداية في منطقة مثلث رفح، العريش الشيخ زويد، وبعدها انسحبت هذه العناصر إلى جبل الحلال، وهناك قامت عناصر، القوات المسلحة والشرطة. بمتابعتها، بعدها لجأت إلى منطقة الشيخ زويد وبير العبد، ولقد كانت عملية الهجوم الإرهابي على مسجد الروضة التي أسفرت عن مقتل 311 شهيدا، هي التي دفعت القوات المسلحة إلى سرعة القضاء على العمليات الإرهابية، حيث حدد الرئيس السيسي بعدها مدة ثلاث شهور للقضاء. على الارهاب في سيناء، واليوم وقد نجحت مصر في القضاء على الإرهاب، حيث دفعت ثمنا غاليا كبيرا، ليس أموالا فقط، ولكن مصابين وشهداء. وهنا برزت استراتيجية الرئيس السيسي أن تأمين سيناء لن يكون بالقوات العسكرية فقط ولكن بالتنمية، حيث ضخت مصر مبلغ 700 مليار جنيه (29,8 مليار دولار) بهدف تنسيق تنمية سيناء. وجاءت تنمية سيناء من خلال عدة محاور، كان المحور الأول هو ربط سيناء بالوطن الأم الدلتا من خلال إقامة أربع أنفاق وكباري في هذا الاتجاه، حيث أصبح المرور. من غرب القناة إلى شرق قناة لا يتعدى دقائق معدودة. بعدها تم إقامة العديد من شبكات الطرق والمواصلات التي أصبحت شريان الحياة الاقتصادية والتنمية في سيناء، بعدها قامت مصر بتنمية ثلاث مصانع للأسمنت في سيناء، وأصبحت لها القدرة الكافية على إنتاج الأسمنت للتصدير، ومن هذا المنطلق قامت مصر بتنمية مصانع رخام في منطقة الجفجافة حيث لأول مرة لم يعد تصدير الرخام في شكل بلوكات ولكن يتم تصديره بعد تجهيزه وتصنيعه ليكون جاهز للتركيب الفوري وهو من أجود أنواع الرخام في العالم، ومن هذا المنطلق تم تطوير ميناء العريش البحري الذي كان في الماضي لا يسع أكثر من أربع سفن حيث تم تطويره ليكون بسعة 24 سفينة، وفي الشهر الماضي أصدر الرئيس أوامره، ليكون ميناء العريش مثل ميناء بورسعيد والإسكندرية. كميناء رئيسي في البحر المتوسط، ويقوم بتصدير كل منتجات سيناء، وعلى الطرف الآخر جاء تطوير. بحيرة البردويل، حيث تم تخصيص وشراء عدة كراكات لتعميق البحيرة خاصة انها عانت من الإهمال لفترات طويلة. كما تم تعميق وفتح البوغاز على البحر المتوسط كما تم الاستعانة بالخبرات اليابانية لاستنباط الأنواع المتميزة. التي تتميز بها بحيرة البردويل، لدرجة انه تم تعميق البحيرة على أعماق مختلفة ليكون كل عمق يتناسب مع نوعية السمك المراد تربيته كذلك تم إنشاء مصنع للفوم، إنشاء مصنع للثلج ومطار أ البردويل الدولي، حيث يتم يوميا تصدير جميع منتجات أسماك البردويل إلى أوروبا، ومن هذا المنطلق تم إنشاء مدرسة ثانوية للأسماك في منطقة البردويل. لتكتمل العملية التعليمية مع التصنيعية. وفي اتجاه آخر تم لأول مرة عملية توطين البدو في سيناء، حيث كانت فكرة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يتم اولا حفر آبار مياه، وبعد أن يتم حفر بئر مياه، يتم بناء القرية البدوية حول البير، ويتم تخصيص منزل وتسع افدنة للأسرة البدوية لزراعتها، وفي نفس القرية البدوية تنشأ وحدة صحية ومدرسة الفصل الواحد ومن المنتظر في نهاية عام 2024 أن يتم توطين بدو سيناء بالكامل، كذلك تم إنشاء مدارس ثانوية في معظم مناطق سيناء في الحسنة وبير العبد والقسيمة الكونتيلا وبئر لحفن، بهدف تخريج أبناء سيناء حاصلين على الثانوية العامة. وفي العام الماضي، أصدر السيد الرئيس السيسي قرار بدخول أبناء سيناء الحاصلين على الثانوية العامة في كلية الشرطة والكلية الحربية وكلية الطب وباقي كليات مصر، بحيث بعد أربع سنين يكون أبناء سيناء منهم من هو ضابط قوات مسلحة، وشرطة وكيل نيابة، ومدرس وطبيب. وهكذا تعود سيناء بأبنها إلى حضن الوطن الأم، وعلى الاتجاه الآخر، تم بناء ثلاث مدن جديدة شمال بورسعيد ثم شمال الإسماعيلية الجديدة، ثم جنوب سيناء. كما تم بناء ثلاث جامعات في سيناء واحدة شمال بورسعيد والثانية شمال الاسماعيلية والثالثة جامعة الملك سلمان في جنوب سيناء بهدف ان يعطى الفرصة لأبناء سيناء الالتحاق بهذه الجماعات ولا يتغرب ابناء سيناء مرة اخرى عن موطنهم للالتحاق بالجامعات المصرية في الدلتا. وعلى الاتجاه الآخر، تم زراعة 4 الاف فدان في سيناء من خلال سحارة سرابيوم بعد إنشاء أكبر محطة تنقية ثلاثية للمياه في منطقة بحر البقر، وبالتالي سينشأ تنمية زراعية جديدة في سيناء. تحقق نقل ملايين المواطنين من الدلتا الى سيناء كل هذه الأعمال تمت في الفترة السابقة والقادمة بهدف تنمية سيناء، أساسها هو التأمين، وهكذا كان نجاح مصر في القضاء على الإرهاب ليتبعه تنمية حيث تصبح سيناء جزء من الوطن الأم ويتم القضاء على الإرهاب تماما.