تحقق الأمم التقدم والرقي الحضاري بتفعيل مقومات بقائها واستشراف مستقبلها، وتراث الأمم وماضيها نقطة الانطلاق إلى الإيجابية التي تتجلي فوائدها في تقوية الصراع وتفعيله من أجل البقاء والاستمرار، لتحقيق الأفضل والأحسن. والتراث الشعبي المصري، كونه موروثا ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا، يظل من أهم مقو مات هذا الشعب ومعالم هويته، وهو ما رصده الكاتب والناقد حمد شعيب في ثاني محاور الملتقيات المعنية بالهوية الثقافية الذي تقدمه الإدارة المركزية لإعداد القادة الثقافيين برئاسة الدكتورة منال علام عبر البث المباشر والتي تطرق فيها إلى الميراث الثقافي والحضاري بالمناطق الحدودية مسلطاً الضوء على فنون غرب مصر ومظاهر الثقافة الشعبية لهذه المنطقة في ضوء الأبعاد الاجتماعية والنفسية والأخلاقية التي حققتها العادات والتقاليد على الفرد والمجتمع تاركاً للمشاركين بالملتقى استشعار العبر والعظات من ماضينا وما يحمله من قيم إنسانية لبناء حاضرنا ومستقبل أجيالنا ، مؤكداً أن موضوع الملتقى ليس مجرد حكايات وأساطير عابرة تحكى وتترد للترويح عن النفس، وإشباع للحاجات الوجدانية ،وإنما هو تاريخ الإنسان المصري الذي أبدع وقدًّم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم. حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها أذهلت العالم بفكرها وعلمها، حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصري بعقله ووجدانه . اختارها الله سبحانه لتكون الملجأ الحصين الذي شاءت السماء أن تكون واحة السلام والأمان وملتقى الأديان السماوية . مستشهداً بعرض لمحات من الميراث الثقافي لكلا من السلوم هلال مصر الساحلي وحارس بوابات مصر الغربية ومعبرها الرئيسي ، و كنزها الاستراتيجي، على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، وواحة سيوة الذاخرة بأكثر العادات والتقاليد ثراء وتمسكاً بالهوية الثقافية باعتبارهما بيئة بدوية تحمل في جوانبهما العديد من الملامح الإيجابية في المشاركة المجتمعية والأعراف التي لا تتجزأ من شخصية الأفراد. إلى جانب البعد التاريخي والأثري لهما الذي يحفل بالعديد من العادات الشعبية التي ما زالت حتى الآن باقية. خاتماً الملتقى بتوضيح أن الميراث الثقافي المصري ميراث حضاري لا يقدر بثمن لم ولن يضحى مجرد ذكريات تهاوى عظمتها في عالم النسيان والاندثار ….