رغم ما حققه الذكاء الاصطناعي من نتائج علمية نافعة تؤكد مدى نجاعته الثابتة المعترف بها في الساحة العلمية الدولية في جميع المجالات،يبقى بمثابة إدمان علمي خارج عن السيطرة، ما سيجعل منه سلاحا فتاكا سيعصف بالأخضر واليابس في المستقبل: (المجاعة، الفقر، العطالة، الأوبئة، تلوث البيئة ،الدمار ) وذلك نتيجة استهداف البرمجة انطلاقا من فيروسات فجائية ستلحق به أضرارا تقنية رغم التطور الأمني السيبراني، إذ سينقلب الذكاء الاصطناعي سلبا على مبرمجي الرقائق بطريقة خفية يصعب تحديد مكامن الخلل بها علميا. كما سيؤثر على الهوية البشرية، إذ سيضاف استهداف الذكاء لدى الاطفال على مخاطر المكملات الغذائية والمواد الوراثية الجينية المستعملة في صناعة التغذية المسرطنة. فإن إيقاف عملية التطوير من أجل فرض الرقابة على قطاع الذكاء الاصطناعي لن يحل آفاق التحديات الناجمة عن هذه التكنولوجيا. إذ لا زالت تعاني في صمت وسرية مجموعة من الشركات من مشاكل نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بهم لإرتكابه أخطاءا دون سابق انظار، فإن مجموعة من الشركات يكثفون جهودهم من أجل تطوير الذكاء الاصطناعي وفي نفس الآن تحذر الشخصيات الوازنة في المجال من السرعة، مطالبة الرؤساء التنفيذيين بالتباطئ والتريث. الذكاء الاصطناعي يطلق عليه إسم العصر الجديد يدفع مستعمليه إلى السباق وراء قيادة هذا القطاع لأنه يذر أرباحا وإرادات طائلة، هذا ما سيجر العالم بلا شك إلى الضمار الشامل. لأن هيمنة الذكاء الاصطناعي على جميع المرافق ليست هي إقصاء العنصر البشري فقط، بل ضرب لتخليق المناهج العلمية الأساس من موقع رؤية شاملة تعمل بالمنطق اللوغارتمي والخوارزمي إلى سوق إلكترونية تسعى وراء الأرباح المالية في خرق سافر لمفهوم الإنسانية والهوية. فالإنتقال الرقمي الخطير الذي تعرفه تطبيقات الذكاء الاصطناعي من المجال السلمي إلى الصراع في المجالات العسكرية و منظومة الأدوية والتغذية الاستهلاكية يؤكد مدى خطورة هذا المنحى المؤثر سلبا على نجاعة الاستمرارية في الحياة في ظروف طبيعية بسبب استغلال الإجرام الدولي و التجسس للذكاء الاصطناعي هذا ما يتنافى و التحام السلم والسلام والمحبة والتجانس والتآنس بين الشعوب. انطلاقا من فراضية مؤكدة يحتمل خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة الأمنية المعلوماتية ما سيدفع إلى الاختراقات المفاجئة على التطبيقات فيما بين المتضاربين على الصدارة في المجال. لأن ارتباط تطورات برمجة الذكاء الاصطناعي له علاقة وطيدة بالتأثير السلبي على العامل النفسي للبشرية وسلوكياته داخل المجتمع، بين الماضي الجميل والحاضر المر والمستقبل المجهول، مما سيربك العديد من المجالات الحيوية وسيساهم بشكل جدي في إطفاء نور الحياة كبداية لنهاية العالم في ظروف مأساوية. فعدم خروج تطبيقات الذكاء الاصطناعي عن السيطرة والمألوف لها علاقة علمية تثبت آفاق و رؤية البحث الشفافة عن الحقيقية العلمية الصائبة،لكن تبقى الشكوك نسبية فيما يتعلق بمجموعة من القراءات التي تحمل أهدافاً صامتة ومصيرا غامضا آخر لا يفقهها إلا المتصارعين عن الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي . حقيقة الأمر أن بوادر الجهل المركب بالمستقبل أصبحت جلية في الصفوف الأمامية لدى العقول المدبرة حاملي مشعل التربع على عرش الذكاء الاصطناعي للأسباب التالية: – السباق حول السيطرة على العالم – الثورة الشرسة للأنظمة الذكية – المنافسة الاستراتيجية من أجل البقاء – انعدام الثقة بين الدول العظمى – ربط حقيقة المعطيات بين المألوف والمؤامرة فالبرمجة وتحليل النظم و الاعتماد على قواعد البيانات في مجال التقدم التكنولوجي و تطوير الروبوتات الصناعية لا يخلو من ثغرات تقنية دقيقة يمكنها قلب الموازين في آخر لحظة نتيجة الاختراقات الخارجية للمنظومة. لذا لابد من أن تنتبه الحكومات إلى هذه الاشكالية والبحث عن مخرج مفصلي قانوني منظم بقرار أممي لمراقبة هذا المجال مراقبة صارمة و زجرية و تقنينه سياسيا وعلميا. لأن من الواجب أن نعتمد في تطورنا العلمي على أخلاقيات البحث العلمي ونبل القيم . نطمح من علماء الذكاء الاصطناعي أن يؤكدوا للعالم توجهاتهم نحو ثورة علمية إدراكية تخدم كوكب الأرض وتضمن له الحماية البيئية والاستقرار وتؤمن له الأولويات من الحاجيات الرئيسة إنها الفرصة السانحة لوقف هذا النزيف المتوحش بتوجيه مساره بموجب قرارات جريئة تضمن الاستمرارية في الحياة.